Sharh Bulugh al-Maram - Abdul Karim al-Khudair

Abdul Karim Al-Khudair d. Unknown
108

Sharh Bulugh al-Maram - Abdul Karim al-Khudair

شرح بلوغ المرام - عبد الكريم الخضير

Genres

أحيانًا لا يمكن الاحتياط، لا يمكن الاحتياط بحال، إذا اختلف العلماء في مسألة على قولين: وجوب وتحريم، تحتاط وإلا ما تحتاط؟ ما يمكن تحتاط، لكن وجوب واستحباب، استحباب وإباحة ممكن تحتاط، وعلى هذا نقول: من زاد على أربع متعبدًا بذلك فقد خرج إلى حيز البدعة، فإذا شك هل غسل العضو مرتين أو ثلاثًا، فالأحوط أن يجعلها ثلاثًا؛ لأنه إن كان هو الواقع الثلاث هي الواقع ففعله هو السنة، وإن لم يكن الواقع، جعله ثلاثًا وهو في الحقيقة اثنتان رجع بذلك إلى سنة، لكن لو قلنا: يبني على الأقل ويزيد، هو بزيادته إن كان على خلاف الواقع خرج من حيز الابتداع إلى السنة، وعرفنا أن هذا يختلف اختلافًا جذريًا تامًا عما لو شك في صلاته هل صلى ركعتين أو ثلاث؟ نقول: يجعلهما ركعتين، وهذا سبقت الإشارة إليه، يجعلهما ركعتين، لماذا؟ لأن الأمر هنا متردد بين الزيادة المعفو عنها بالنسيان وبين بطلان الصلاة بالنقص، مسألة الصلاة، فإذا كان الأمر متردد بين بطلان الصلاة وأمر معفو عنه بالسهو والنسيان يحافظ على صلاته عن البطلان، بخلاف ما إذا كان الأمر متردد بين سنة وبدعة فإنه يحافظ على السنة ويجتنب البدعة، جاء التثليث بالإطلاق: "توضأ ثلاثًا ثلاثًا" وجاء التفصيل: "غسل وجهه ثلاثًا، ويديه ثلاثًا، ورجليه ثلاثًا، ومسح برأسه" فالإطلاق غسل ثلاثًا ثلاثًا يشمل الرأس، والتفصيل يخرج الرأس، وإن جاءت عند أبي داود أنه مسح رأسه ثلاثًا، لكن ما جاء في الصحيحين وغيرهما إما إجمالًا أو تفصيلًا لا يذكر فيه التثليث بالنسبة للرأس، ولذا القول المرجح عند أهل العلم أن الرأس يمسح مرة واحدة؛ لأن الروايات الواردة في التثليث لا تقاوم ما جاء في عدم الذكر، وهذا موضع بيان فلو كان تثليث الرأس مستحبًا كغيره لبين؛ لأن هذا وقت بيان، النبي ﵊ يبين ما أجمل من القرآن، وبيان الواجب واجب كما هو معروف.

5 / 5