265

Sharh Anfas Ruhaniyya

Genres

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية قوله: "محب البر: وهو بعيد عن المحبة والبر" يعني من محبة الله تعالى، ومن البر فهاهنا قال هو بعيد من البر وفي الفصل السابق قال هو مشرك.

قوله: "ومحب المحبة وهو قريب وجد ووصل" يعني محب محبة الله تعالى.

قوله: "وهو قريب" لأن حب المحبة يحمله على طلب محبة الله تعالى ومحبة الله تعالى تحمله على طلب الله تعالى فيجده لا محالة إذا طلب وجد في الطلب ويحتمل آن يريد بقوله ومحب المحبة أي ومحب محبة الله تعالى له وهو قريب أيضا لأن محبة الله تعالى صفة لله تعالى، فإذا أحب صفة الله تعالى كان قرييا إلى محبة ذاته تعالى إذ لا فاصل بين محبته لمحبة الله تعالى وبين الذات إلا صفة محية الله محبة تعالى له والوجه الأول أحسن وأقرب إلى كلامه لأنه قال ثالثا ومحب الصفات وهو هالك إذا رضي به، ومحب محبة الله تعالى التي هى صفة الله تعالى محب الصفات وهو هالك إذا رضى؛ لأن ذلك انقطاع عن الارتقاء في عوام المعارف كما عرف في الأبواب المتقدمة.

قوله: لوحب الذات وهو بالمحبة حب" آي يحب الذات فهو بالمحبة الأصلية المعتبرة محب.

قال ابن عطاء: لامقام المحبة مقام العتابة" يعني مقام المحبة مقام الابتلاء، وابتلاء الله تعالى أولياءه عتاب لا عقاب، وإنها تختص بالأحباء، كما روي عن البي : "إذا أحب الله تعالى عبذا ابتلاه فإن صبر اجتباه، فإن رضيي اصطفاه"، وقال أيضا "المحية محبة الله تعالى" يعني أن المحبة المعتبرة في الطريقة محبة الله تعالى ذاته وحده إذا أحيه العبد وإن أراد به محبة الله عبده فهذا أحسن وأصح.

قال أبو يزيد رحمة الله عليه: "الحبة معيار الله تعالى يظهر فيه القريب من البعيد" يعني قرب كل قريب من الله تعالى بمقدار محبته لهه والمحبون متفاوتون في

Page 265