192

Sharh Anfas Ruhaniyya

Genres

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية ما عرفت وهو الذي تقول نحن.

قوله: "إذا عاين صفات الرب عند العبد" يعني إذا تخلق بأخلاق الله تعالى وجد صفات الله تعالى عنده وعاينه عندهه ثم إن هذا إذا كان داتما للعبد غلط العبد عنده، كما غلط كثير من الحلولية، فظن أنه الرب وهذا مكر ويحتمل أنه أراده الشبلي بقوله: "إذا عاين صفات الرب عند العبد من غير آن يتخلق بها العيد" ولكن كان عنده العبد لأن الموصوف هو الرب عند غير العبد بعيد منه، ولا غاب إذ هو أقرب إليه من حبل الوريد، وهو بكل شيء محيط، والصفة لا تبعد عن الموصوف، بل هى مع الموصوف فيكون ذلك مكاشفة على مذهب الشبلي، وهذا الوجه الأخير أولى وأحسن: وقال الشبلي: "إذا ظهر العبد عند العبد فهو العبودية، وإذا ظهر صفات الرب عند الرب فسميت الربوبية، وإذا ظهر الرب تلاشى العبد فبقى الرب بالربوبية، فهو المشاهدة" يعني إذا كان العبد يرى تفسه ويشاهد ذاته فهو بعد في عالم العبودية دون عالم الربوبية لكن هذا لمن كان في عالم القناء ودون القناء، أما من جاوز إلى عالم الفناء وفناء الفناء تصح الربوبية عندي آن يشاهد العبد ربه تعالى مع مشاهدة نفسه، وذاته لأن هذا في عالم البقاء.

قوله: "وإذا ظهر صفات الرب عند العبد فسمى الربوبية" بمعنى ظهور صفات الرب عند العبد يسمي ظهور الربوبية مجازا، وهذا في اصطلاحهم من هنا يقولون: إن فلان رباني: قوله: "وإذا ظهر الرب تلاشى العبد" يعني فني العبد فبقى الرب بالربوبية وحده فهو المشاهدة ولكن هذا لمن لم يبلغ فتاء الفناء فافهم وقال الشبلي: "إن الله تعالى تسعة وتسعين اسئما فمن عامل الله بأسمائه، ولم

Page 192