177

Sharh Anfas Ruhaniyya

Genres

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية ما وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون:54: 55: 56] ي عني لا يشعرون أتا نستدرجهم في الخيرات التي هم فيها فرحون إلى نار جهنم مكافأة على كفرهم وظلمهم ويمكن أن يقال معنى قوله: "الاستدراج هى النعمة الظاهرةه أي: كرامات عيانية ظاهرة يطلع عليها غير من وقعت الكرامة له وإنما سماها استدراجاء لأنه يستدرجه بها إلى الدنيا ثم يستدرج بنعيم الدنيا إلى النار إلا أن يكون السالك عاقلا يفر من الدنيا جدا، وجهدا، أو كان أبلها معتوها، فالدنيا دينارها، وترابها عنده سواء: قوله: "الغدر ستر، النظر المعاينة" يقال ليلة غدره ومغدرة أي مظلمة تستر الأشياء التي تعاين في النهار، وذلك الغدر والستر لكبار العرفاء، وحجاب العظمة، والكبرياء قبل الفناء، وكذا الفناء عند الفناء ستر وغدر غير أن الحجاب الفنائي يكون بمعنى ترك الوفاء، والغدرة، بمعنى ترك الوفاء في اللغة ظاهر، والمريد يفنى طمعا في لقاء المعاينة، فإذا فني لا معاينة ولا مكاشفة ولا شيء فإنه هو ولا ثاني له.

قال السري السقطي: "المكر قول بلا فعل" وهذا يحتمل معاني شتى: أحدهما يحتمل آنه أراد به أقوال العلماء الذين يعلمون الناس ولا يعملون، وهذا مكر حيث غلط به العالم، قال الله تعالى: أتأمرون الناس بالبر وتنسؤن أنفسكم وأنيم تثلون الكتاب أفلا تغقلون [البقرة:44] .

الثاني: يحتمل أنه أراد به المدعي المتنمس كاذبا بما لا يعمل، وهذا أيضا غلط عظيم، ومكر ظاهر، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمثوا لى تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون [الصف:2: 3] .

والثالث: يحتمل أنه أراد به اهواجس من النفس والالقاء من الشيطان،

Page 177