151

Sharh Anfas Ruhaniyya

Genres

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية فل اعلم أن هذا الكلام من ابن عطاء دليل على ترتيب درجات هؤلاء كما رتبهم، فإنه جعل أصحاب القلوب واللحظات أولياء وذلك أدنى الدرجات الثلاثة وسمى أصحاب السر، والخطرات "عرفاء" وهذه درجة متوسطة، وسمى أصحاب الخفي والاشارات موحدين: قإن قال قائل: هذه المقامات الثلاث أعنى كون العبد صاحب الخفى، وصاحب السر، وصاحب القلوب هل يچتمع لواحد من أصحابها أو يتفاوتون فيها؟

قلنا: قد يجتمع الكل لكبار الأولياء، وقد يقتصر بعضهم على بعض ومن اجتمع له هذه الخصال؛ فإنهم يتفاوتون أيضا فيما لهم قوة وضعفا عنها ثم الذين اجتمعت لهم هذه الخصال لا ينبغي لهم أن يلتفتوا على منازهم التحتانية خوفا من الارتداد إليها، ومن التراجع عن المقامات الفوقانية، وكل كلماتهم هذه إشارات إلى ذلك، فافهم قال الشبلي: "اللحظة كفر، والخطرة شرك والإشارة مكر" أما "اللحظ كقر" في اصطلاحهم فلأنه التفات إلى الدنيا، ونظر إليها فذلك وإن كان لمحة فهر اعراض عن الحق، وكان ارتداذا كفرا، وهذا لو تأملت فيه لوجدته كفرا، وردة حقيقة إلآ أنه عفي في الشريعة من كل مؤمن ومسلم، فافهم.

قوله: "والخطرة شرك" يعني الالتفات إلى الآخرة، لأنه رغبة في الآخرة مع رغبة إلى الله تعالى، فكانت الآخرة إلها معبودا ثانيا له حيث يعبد خوفا من النار وطمعا في الجنة فكان شركا، وإنما جعل هذا شركا، وجعل السابق كفرا، لأنه مع الالتفات إلى الآخرة بقى ملتفتا إلى الله تعالى لأن طالب الآخرة إنما يطلب

Page 151