Sharh al-Tajrid al-Sarih li-Ahadith al-Jami' al-Sahih - Abdul Karim al-Khudair
شرح التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح - عبد الكريم الخضير
Genres
هذا يوجد كثيرًا، وهو فيمن يطلب العلم أظهر، يطلب العلم النظامي، الطلاب في الأقسام الشرعية يرد منهم الأسئلة كثيرًا في دخول أو وجود الخلل في النية، يقول القائل منهم: نحن نطلب العلم الشرعي في قسم الشريعة في قسم السنة في قسم القرآن وغيرها من الأقسام الشرعية، ونصب أعيننا التخرج والوظيفة وبناء الأسرة وما أشبه ذلك، ولا نستطيع أن نتخلص من هذه الأمور، عالجنا أنفسنا فلم نستطع، فهل العلاج في ترك طلب العلم الشرعي؟ لا، عليه أن يواصل طلب العلم الشرعي، كما أن عليه أن يعالج نيته، ويصدق اللجأ إلى الله ﷾ في طلبه تخليص نيته من جميع الشوائب؛ لأن العلم الشرعي عبادة محضة من علوم الآخرة لا يجوز التشريك فيها، والله ﷾ إذا علم صدق النية أعان العبد على ما يريده بإذن الله ﷾، فليس الترك علاج، لا ترك النوافل ولا ترك طلب العلم ليس هو العلاج، وإنما العلاج الجهاد، مجاهدة النفس، وتحسس النية، وتعهد القلب؛ لأن النية شرود، والقلب سريع الالتفات إذا لم يتعاهد، يتعاهد في كل لحظة فإنه يشرد بصاحبه إما بغفلة أو تشريك أو شبه ذلك.
المقدم: قال ﵀: عن عائشة ﵂ أن الحارث بن هشام ﵁ سأل رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله ﷺ: «أحيانًا يأتني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده عليه، فيفصم عني وقد وعيتُ عنه ما قال، وأحيانًا يتمثل لي الملك رجلًا فيكلمني فأعي ما يقول» قالت عائشة ﵂: "ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيقصم عنه، وإن جبينه ليتفصد عرقًا".
3 / 4