144

Sharh al-Tadmuriyyah - Nasser al-Aql

شرح التدمرية - ناصر العقل

Genres

وجه إضافة الظل إلى الله ﷿ وبيان أنواعه ومعناه
السؤال
إضافة الظل إلى الله ﷿، ألا يكون من باب إضافة المخلوق إلى خالقه؟ ومن من السلف أجراه على ظاهره، وأنه صفة من صفات الله ﷿؟
الجواب
إضافة الظل إلى الله ﷿ على نوعين: إما إضافة الظل إلى أحد مخلوقاته ﷿، مثل: ظل عرشه، جاء في الحديث: (سبعة يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله)، أو إضافة الظل إلى الله ﷿ مباشرة، ويكون من الأمور التي تجرى على ظاهرها على ما يليق بجلاله.
إذًا: فالظل له تفسيران: بمعنى: المخلوق، وإضافته إلى الله ﷿ كإضافة كثير من المخلوقات إلى الله ﷿، كإضافة السماوات أو الكعبة أو الأرض إلى الله ﷿، ونسبة الخلق إلى الله: إما نسبة تشريف، وإما نسبة ملك، وإما من أنواع النسبة التي تليق بكمال الله ﷿، وأحيانًا تكون نسبة الشيء إلى الله من باب الصفة، ولذلك قال بعض السلف: إذا أُضيف الظل إلى الله مباشرة في بعض الألفاظ، فيكون صفة له على ما يليق بجلاله، وهذا جائز على القاعدة الشرعية، لكن لا نتكلم في الكيفية؛ وعلى هذا فقد يكون إضافة الظل إلى الله ﷿ من باب إضافة المخلوق، وذلك حسب السياق، وقد يكون من باب إضافة الصفة، والله أعلم.
هذه القاعدة من أبرز القواعد التي تضبط مسألة إثبات الصفات؛ لأنها قاعدة مبنية على مسائل أو ضوابط شرعية واضحة، ويسلّم بها أكثر المتكلمين الذين وقعوا في التأويلات.

12 / 16