Sharh al-Suyuti on Muslim
شرح السيوطي على مسلم
Investigator
أبو اسحق الحويني الأثري
Publisher
دار ابن عفان للنشر والتوزيع-المملكة العربية السعودية
Edition Number
الأولى ١٤١٦ هـ
Publication Year
١٩٩٦ م
Publisher Location
الخبر
Genres
[٨] كهمس بِفَتْح الْكَاف وَالْمِيم وَسُكُون الْهَاء آخِره مُهْملَة أول من قَالَ فِي الْقدر أَي بنفيه فابتدع وَخَالف الْحق فوفق لنا بِضَم الْوَاو وَكسر الْفَاء الْمُشَدّدَة قَالَ صَاحب التَّحْرِير مَعْنَاهُ جعل وفقا لنا من الْمُوَافقَة وَهِي الِاجْتِمَاع والالتئام وَفِي مُسْند أبي يعلى الْموصِلِي فَوَافَقَ بِزِيَادَة ألف والموافقة المصادفة فاكتنفته أَنا وصاحبي يَعْنِي صرنا فِي ناحيته من كنفي الطَّائِر وهما جناحاه فَظَنَنْت أَن صَاحِبي سيكل الْكَلَام إِلَيّ زَاد فِي رِوَايَة لِأَنِّي كنت أبسط لِسَانا ويتقفرون الْعلم رِوَايَة الْجُمْهُور بِتَقْدِيم الْقَاف أَي يطلبونه ويتبعونه وَقيل يجمعونه وَرِوَايَة بن ماهان بِتَقْدِيم الْفَاء أَي يبحثون عَن غامضه ويستخرجون خفيه وَفِي رِوَايَة يتقفون بِتَقْدِيم الْقَاف وَحذف الرَّاء وَفِي رِوَايَة أبي يعلى يتفقهون بِالْهَاءِ وَقَالَ القَاضِي عِيَاض وَرَأَيْت بَعضهم قَالَ فِيهِ يتقعرون بِالْعينِ وَفَسرهُ بِأَنَّهُم يطْلبُونَ قَعْره أَي غامضه وخفيه وَذكر من شَأْنهمْ قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا الْكَلَام من بعض الروَاة الَّذين دون يحيى بن يعمر وَالظَّاهِر أَنه من بن بُرَيْدَة عَن يحيى يَعْنِي ذكر بن يعمر من حَال هَؤُلَاءِ ووصفهم بالفضيلة فِي الْعلم وَالِاجْتِهَاد فِي تَحْصِيله أنف بِضَم الْهمزَة وَالنُّون أَي مُسْتَأْنف لم يسْبق بِهِ قدر لَا يرى عَلَيْهِ ضبط بِالْمُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّة المضمومة وَوضع كفيه على فَخذيهِ قَالَ النَّوَوِيّ أَي فَخذي نَفسه جَالِسا على هَيْئَة المتعلم وَوَافَقَهُ التوربشتي وَزعم الْبَغَوِيّ وَإِسْمَاعِيل التَّيْمِيّ بِأَن الضَّمِير رَاجع للنَّبِي ﷺ وَرجحه الطَّيِّبِيّ وَقواهُ بن حجر فَإِن فِي رِوَايَة بن خُزَيْمَة ثمَّ وضع يَدَيْهِ على ركبتي النَّبِي ﷺ قَالَ وَالظَّاهِر أَنه أَرَادَ بذلك الْمُبَالغَة فِي تعمية أمره ليقوى الظَّن بِأَنَّهُ من جُفَاة الْأَعْرَاب الْإِحْسَان أَن تعبد الله كَأَنَّك ترَاهُ هَذَا من جَوَامِع الْكَلم لِأَنَّهُ لَو قدر أَن أحدا قَامَ فِي عبَادَة ربه وَهُوَ يعاينه لم يتْرك شَيْئا مِمَّا يقدر عَلَيْهِ من الخضوع والخشوع وَحسن السمت واشتماله بِظَاهِرِهِ وباطنه على الاعتناء بتتميمها على أحسن وجوهها إِلَّا أَتَى بِهِ قَالَ القَاضِي عِيَاض وَهَذَا الحَدِيث قد اشْتَمَل على شرح وظائف الْعِبَادَات الظَّاهِرَة والباطنة من عُقُود الْإِيمَان وأعمال الْجَوَارِح وإخلاص السرائر وَالْحِفْظ من آفَات الْأَعْمَال حَتَّى أَن عُلُوم الشَّرِيعَة كلهَا رَاجِعَة إِلَيْهِ أماراتها بِفَتْح الْهمزَة أَي علاماتها أَن تَلد الْأمة ربتها وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى رَبهَا بالتذكير أَي سَيِّدهَا ومالكها وَفِي الْأُخْرَى بَعْلهَا وَهُوَ بِمَعْنى رَبهَا كَقَوْلِه تَعَالَى أَتَدعُونَ بعلا الصافات ١٢٥ أَي رَبًّا قَالَ النَّوَوِيّ الْأَكْثَر من الْعلمَاء قَالُوا هُوَ إِخْبَار عَن كَثْرَة السراري وأولادهن فَإِن وَلَدهَا من سَيِّدهَا بِمَنْزِلَة سَيِّدهَا وَقيل مَعْنَاهُ أَن الْإِمَاء يلدن الْمُلُوك فَتكون أمة من جملَة رَعيته وَهُوَ سَيِّدهَا وَسيد غَيرهَا من رَعيته وَفِيه أَقْوَال أخر ذكرتها فِي التوشيح العالة الْفُقَرَاء رعاء بِكَسْر الرَّاء وَالْمدّ الشَّاء بِالْمدِّ فَلبث ضبط بمثلثة آخِره بِلَا تَاء وبتاء الْمُتَكَلّم مَلِيًّا بتَشْديد التَّحْتِيَّة أَي وقتا طَويلا وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ أَنه قَالَ ذَلِك بعد ثَلَاث وَفِي شرح السّنة لِلْبَغوِيِّ بعد ثَالِثَة قَالَ النَّوَوِيّ وَفِي ظَاهره مُخَالفَة لقَوْله فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة بعد هَذَا ثمَّ أدبر الرجل فَقَالَ رَسُول الله ﷺ ردوا عَليّ الرجل فَأخذُوا يردوه فَلم يرَوا شَيْئا فَقَالَ هَذَا جِبْرِيل فَيحْتَمل الْجمع بِأَن عمر لم يحضر قَوْله ﷺ لَهُم فِي الْحَال بل كَانَ قد قَامَ من الْمجْلس وَأخْبر ﷺ الْحَاضِرين فِي الْحَال وَأخْبر عمر بعد ثَلَاث الغبري بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَفتح الْمُوَحدَة حجَّة بِكَسْر الْحَاء وَفتحهَا عُثْمَان بن غياث بالغين الْمُعْجَمَة
1 / 8