Sharh Al-Qawa'id Al-Sab' Min Al-Tadmuriyyah
شرح القواعد السبع من التدمرية
Genres
وجوب صفات الكمال في حق الله تعالى
قال المصنف ﵀: [وقد بسط هذا في موضع آخر، وبُين وجوب اتصافه بصفات الكمال التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه].
اتصاف الباري ﷾ بصفات الكمال واجب، وهذه الصفات واجبة في حقه ﷾؛ كصفة العلم، والسمع، والبصر، ونحوها.
فإن قال قائل: فصفات الأفعال كنزوله إلى السماء الدنيا ونحو ذلك؟
قيل: هذه الصفات من جهة نوعها وجنسها يقال عنه أنه واجب، ولذلك يمتنع على الله ﷾ أن يكون معطلًا عن الفعل، وأما آحاد الأفعال؛ كإتيانه ومجيئه ﷾، فهذا متعلق بمشيئته وإرادته، فإن الله كما أخبر عن نفسه يخلق ما يشاء ويختار، ويفعل ما يشاء، وهو فعال لما يريد ﷾، وقد أخبرنا الله بجملة من أفعاله اللازمة والمتعدية، ولم يخبرنا بأكثر من ذلك، فإن الله ﷾ لا يحيط بأفعاله وإرادته ومشيئته إلا هو سبحانه، ومن أفعاله التي أخبرنا بها: النزول إلى السماء الدنيا، فلما شاء ﷾ وأراد النزول إلى السماء الدنيا كان هذا من أفعاله اللائقة به، وهو ﷾ يشاء ما يريد؛ ولذلك شاء ﷾ إرادةً منه وربوبيةً وحكمةً أن ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، ولم يقدِّر سبحانه ولم يرد أن يكون هذا النزول قبل ذلك.
فقول المصنف: (إن ما أمكن له من الصفات وجب)، لا يشكل ما يرد في باب الصفات الفعلية، فإن باب الصفات الفعلية من حيث النوع والجنس باب واجب، فإنه يمتنع أن يقال: إن الله ﷾ معطل عن الفعل، سواء كان هذا الفعل لازمًا أو متعديًا، فإن هذه الأفعال واجبة، وهي من صفات كماله الواجب.
10 / 21