Sharh al-Qawa'id al-Arba'a 1
شرح القواعد الأربع ١
Publisher
سلسلة منشورات مؤسسة شبكة نور الإسلام
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
Genres
قال الشيخ ﵀:
القاعدة الثانية
القاعدة الثانية: أنهم يقولون: ما دعوناهم وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة.
فدليل القربة قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِى مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ [الزمر: ٣].
ودليل الشفاعة قوله تعالى: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ﴾ [يونس: ١٨].
والشفاعة شافعتان: شفاعة منفية وشفاعة مثبتة، فالشفاعة المنفية ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، والدليل قوله تعالى: ﴿يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مّن قَبْلِ أَن يَاتِىَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [البقرة:٢٥٤].
والشفاعة المثبتة هي التي تُطلب من الله، والشافع مكرم بالشفاعة والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الإذن، كما قال تعالى: ﴿مَن ذَا الَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾ [البقرة: ٢٥٤].
ــ الشرح ــ
القاعدة الثانية: أن هؤلاء المشركين لم يكونوا يعتقدون فيما يعبدونه: أنها تخلق وترزق وتحيي وتميت؛ بل إن هذا عندهم لله، والدليل قوله تعالى: ﴿قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مّنَ السَّمَاء وَالارْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والابْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيّتَ مِنَ الْحَىّ وَمَن يُدَبّرُ الامْرَ
1 / 16