Sharh Al-Muwatta - Abdul Karim Al-Khudair
شرح الموطأ
Publisher
دروس مفرغة من موقع الشيخ الخضير
Genres
Ḥadīth Studies
"وحدثني عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أنه قال: رأيت رسول الله ﷺ وحانت صلاة العصر" يعني الواو هذه حالية على تقدير (قد) وقد حانت "فالتمس الناس وضوءًا فلم يجدوه" التمس الناس وهم بالزوراء وضوءًا يعني ماءً يتوضؤون فيه، وكان العدد ثمانين، فلم يجدوا ماءً، وفي قصة الحديبية أكثر "فأتي رسول الله ﷺ بوضوء في إناء" صغير، وفيه ماء يسير، والدليل على صغر الإناء أن النبي ﵊ لم يستطع بسط أصابعه في الإناء، إناء صغير، فيه ماء يسير "فوضع رسول الله ﷺ في ذلك الإناء يده، ثم أمر الناس أن يتوضؤون منه، قال أنس: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه ﵊" هذه معجزة، علم من أعلام نبوته ﵊، ومعجزة من معجزاته، يقول أهل العلم: هي أعظم مما أعطي موسي من المعجزة، حينما أمر بضرب الحجر بعصاه، ما وجه كونها أعظم؟ من الحجارة ما يخرج منه الماء، وإن منها ..، لكن هل عُرف، يعني عرف أن من الحجارة ما يخرج منه الماء، لكن هل عرف أن اليد يخرج منها الماء؟ ينبع من بين الأصابع؟ ولذا يقرر أهل العلم أن هذه المعجزة أعظم مما أعطي موسى ﵇، على كل حال هم يجتمعان في شيء وهو أن كلًا منهما خارق للعادة.
5 / 19