63

============================================================

المرصد الأول - المقعد الخامس: مسائله الني هي المقاصد الحكم النظري فلا وجه لإدخالها في الضرورية، قلت: الظاهر في العلم إثبات العوارض الذاتية أى العلم بثبوتها وهي بهذا الاعتبار بديهية، وبيان اللمية ليس من وظيفة العلم فهي ضرورية من حيث إنها مسالة العلم.

قوله: (أو يتوقف عليه إلخ) ويكون مزيد اختصاص له بها بأن دون ذلك لأجلها، فلا يرد أن جميع العلوم العربية والشرعية، مما يتوقف عليها إثبات العقائد الدينية بالأدلة النقلية، إذ ليس تدوينها لأجل إثبات العقائد الدينية بخلاف مباحث النظر، فإن جمعها وتدوينها لاجل ذلك، وبما ذكرنا تبين فساد ما قيل ان العلوم العربية جزء منه إلا آنه أفرز منه إفراز الكحالة من الطب والفرائض من الفقه.

(قوله: وفيه تثبت إلخ) فإن علم التفسير والأصول. يبحثان عن كلام الله تعالى وثبوته من مسائل الكلام وعلم الحديث يبحث عن أقوال الرسول وافعاله وتقريراته من حيث أنه رسول، والحيثية المذ كورة مثبتة فيه، وعلم الفقه يبحث عن افعال المكلف من حيث يتعلق بها الأحكام الشرعية الثابتة بالأمر والنهي، وكونه تعالى آمرأ وناهيا مثبت في الكلام، وما قيل إن إثبات الصحة التي هي حيثية الاعمال التي هي موضوع الفقه في الكلام لان إثبات صحة الأعمال وفسادها إنما يكون بالعلوم الشرعية وقد عرفت أن الكلام ميناها فليس بشيء لأنه على تقدير صحته إنما يدل على احتياج الفقه إليه في ثبوت الحيثية المذ كورة لا على إثباتها فيه.

قوله: (فليست إلخ) بناء على أن جميع ما يبين فيه من العوارض الذاتية لموضوعه، كما بينه الشارح رحمه الله، لا على أته لا يبين مبادي الأعلى في العلم الأدنى ليرد عليه انه قد تبين مبادي الأعلى في الأدنى على قلة فلا يصح التفريع المذكور.

قوله: (على وجه يتناول) تناول الموضوع للمسائل هو أن يكون موضوعات المسائل راجعا إليه، ومحمولاتها من الأعراض الذاتية له.

قوله: (وجعلوا إلخ) ما ذكره ها هنا من جمل مباحث النظر من مقاصد الكلام مذهب الجمهور، والحق عند الشارح رحمه الله ما ذكره في حواشي شرح مختصر الأصول من أن جميع العلوم في صحة مواد ادلتها وصورها تحتاج إلى المنطق، وأته علم على حياله ليس جزءا لعلم، ولا يلزم من ذلك كونه أعلى من الكلام، والإلهي لأن احتياجهما إليه باعتبار ما يمرض لمباديهما التصورية والتصديقية، لا باعتبار المبادي أنفسها، فلا مخالفة بين كلاميه، والحق عندي أن مباحث النظر جزء من الكلام لكونه من أحوال المعلوم من حيث يتعلق به إثبات العقائد الدينية، وهي مخالفة لكثير من المسائل المنطقية، والاشتراك في البعض لا يستلزم الاتحاد فكون المنطق علما على حدة لا يستلزم أن تكون مباحث النظر كذلك، وما قيل: إن المسائل المنطقية من حيث إنها يتوقف عليها إثبات العقائد الدينية من الكلام، ومن حيث إنها يتوقف عليها إثبات بمطالب مطلقا، ليست جزءا منه كلام يلوح عليه آثار الضعف فرإنه يلزم منه أن تكون تلك السسائل من حيث إنها يتوقف عليها استنباط الأحكام الشرعية جزءا من الأصول وقس على ذلك:

Page 63