207

============================================================

المرصد الخامس - المقصد الأول : في تعريف ملاحظة العقل ما هو حاصل عنده لتحصيل غيره) هذا (وأما من يراه) أي النظر (مجرد التوجه) إلى المطلوب الإدراكي بناء على أن المبدأ عام الفيض، فمتى توجهنا إلى ذلك المطلوب أفاضه علينا من غير أن يكون لنا في ذلك استعانة بمعلومات سابقة (فمنهم من جعله عدميا فقال: هو تجريد الذهن عن الغفلات) المانعة عن حصول المطلوب (ومنهم من جعله وجوديا فقال: هو تحديق العقل نحو المعقولات وشبهوه بتحديق النظر) بالبصر (نحو المبصرات) وقد يقال: كما أن الإدراك بالبصر يتوقف قوله: (بلا إشكال) بخلاف السابق فإنه فيه إشكالان يحتاج في التقصي متهما إلى قوله: (هو ملاحظة العقل إلخ) أى بقصد واختيار كما هو المتبادر، فخرج الحدس إذ هو سنوح المبادي المرتية من غير طلب، والعقل وإن كان يطلق على التعقل والتفس الناطقة والقوة العاقلة، والجوهر المجرد إلا ان المراد منه النفس الناطقة بقرينة ان الملاحظة فعلها، وإن المجردات علمها حضوري لا حصولي، ثم الملاحظة لأجل تحصيل الغير يقتضي أن يكون ذلك التحصيل غاية مترتبة عليه في الجملة، فلا يرد النقض بالملاحظة التى عند الحركة الأولى، والثانية إذ لا يترتب عليها التحصيل أصلا، بل إنما يترتب على الملاحظة التي هي من ابتداء الحركة الأولى إلى انتهاء الحركة الثانية، نعم يترتب على الملاحظة التي بالحركة الأولى في التعريف بالمفرد، وهي فرد منه فتدبر، وإنه مع ظهوره قد خفي على بعض قوله: (من غير أن يكون إلخ) فإن قلت: الاستعانة بديهية فكيف ينكرها؟ قلت لعله يقول: إن إحضار المعلومات طريق من طرق التوجه فإنه يفيد قطع الالتفات إلى غير المطلوب ولذا قد يحصل الطلوب بمجرد التوجه بدون معلومات سابقة على ماهو طريقة حكماء الهند وأهل الرياضة.

قول: (نحو المعقولات) اى المطالب كما يدل عليه تشبيهها بالمبصرات وتصريحه فيما قد يقال: حيث قال: وتحديق العقل نحوه فالمراد بالمعقولات ما من شأته آن يصير معقولات، واختيار صيغة الجمع للتنصيص بشموله للطالب التصورية، والتصديقية اليقيتية وغيرها وإن كان الظاهر صيغة المفرد .

قوله: (ما هو جاصل عنده لتحصيل غيره) أي من ذلك الحاصل كسا هو المتبادر، فلا يرد عليه أن التعريف المذ كور يصدق على ملاحظة إحدى مقدمتي الدليل مثلا، مع أنه ليس بنظر، وذلك لأن ملاحظة الصسغرى مثلا ليس لتحصيل المطلوب منها، بل لينضم إليها الكبرى، ويحصل المطلوب من المجموع وقد يناقش في التعريف المذكون، بأن ملاحظة العقل مشترك، وبأنه يختص بالحركة الاولى والكفر مجموع الحركتين، وبأن الملاحظة بعد وجدان المبادي المناسبة لصيل ما هو أنسب منها عند عدم حصوله يصدق عليه التعريف، وليس من النظر وأيضا خروج الحدس مته غير ظاهر، والجواب عن الأول متع اشتراكه عند المتكلمين ولو سلم، فالقرينة معينة

Page 207