============================================================
المرصد الرابع - في إثبات العلوم الضرررية مخروط مستدير رأسه عند الحدقة، وقاعدته على سطح المرئي ويتفاوت مقدار المرئي صغرا وكبرا بحسب صغر زاوية رأس المخروط وكبرها، ثم إن الخطوط الشعاعية التي على سطح المخروط الشعاعي تنفذ إلى المرئي على الاستقامة إلى طرفيه، إذا كان الشفاف المتوسط بين الرائي والمرئي متشابه الغلظ والرقة، فإن فرض فيه تفاوت، بأن يكون مثلا ما يلي الرائي رقيقا كالهواء، وما يلي المرئي غليظا كالماء في مثالنا أن الشيء المشف الذي بين اليصر والمرئي يتكيف بكيفية الشعاع البصري، ويصير ذلك آلة للابصار وعما ذهب إليه الإمام من أنه إذا قابل المريي الرائي على وجه مخصوص، خلق الله الرؤية من عير اتصال شعاع ولا انطباع صورة: قوله: (بخررج الشعاع) المتحقق او المتوهم فإنهم متفقون على أن الرؤية بخروج الشعاع على هيئة المخروط المستدبن إلا أن الرياضيين يقولون: بأن الخروج متحقق والرؤية باتصال الشعاع بالمرئي من غير انطباع الصورة في الحدقة، والطييعيين يقولون: بأن الخروج متوهم والرؤية بالانطباع وتفصيله فيما سياتي في بحث الإدراك بالبصر.
قوله: (بحب صغر زاوية رأس المخروط) سواء كانت الزاوية متحققة أو متوهمة، والصورة منطبعة عندها أولا قيل: كونه على هيئة المخروط المخصوص من الأصول الموضوعة للمتاظر، وقد برهن عليه بعضهم وجمله من مسائل الفن وفيه تأمل.
مستدير يقع منها على التضايف إلى نقطة هي راسه فإن قلت: إذا كان المرئي مستديرا فظاهر أن المخروط مستدير، وأما إذا كان مضلعا فينبغي أن يكون المخروط أيضا مضلعا بناء على أن قائمته تنطبق على سطح المرئي، قلت: لا يجب أن تنطبق قاعدته على سطح المرئي بل هي تشتمل على سطح المرئي وعلى أمور أخر، غيره، نعم المخروط الصغير الذاخل في المخررط الأول الحاصل من الخطوط الواصلة إلى سطح المرثي يكون تابعا لسطح المرئي إن كان مضملعا ضلع وان كان مستديرا فمستدير قوله: (بحسب صغر زاوية رأس المخروط) كلامه يدل صريحا على حدوث زاوية الرؤية عنذ الحدقة وهو المشهور لكن لا يكفي في الإبصار الانطباع في الجليدية، وإلا يرى شيء واحد شيثين لانطباع صورته في جليدتي العينين، يل لا بد من تادي الصورة إلى العصبتين المجوفتين وإلى الحس المشترك، لا بمعنى انتقالها إليها، إذا لا يجوز انتقال العرض بل بمعنى أن انطباعها في الجليدية معد لفيضان الصورة على الملتقى، وفيضانها عليه معد لفيضانها على الحس الشترك كما أن مقابلة المبصر للباصرة توجب استعدادا يفيض به صورته على الجليدية، ولوجوب تادي الصورة إلى الملتقى قال في بيان سبب رؤية الواحد كثيرا: وقعت الخطوط الشعاعية على المرئي من محاذاة واحدة هي ملتقاهما لا لأن زاوية الرؤية تحدث عند الملتقى: كما ظن هذا، بقي هاهتا بحث رهو أن قوله: رؤية الأشياء على القول الخ يشعر بان سياق كلامه على مذهب الرياضيين، وحديث الزاوية إنما يناسب مذهب الطبيعيين أعني القول بالانطباع، أو
Page 136