============================================================
المرصد الثالث - المقصد الرابع: المذاهب الضعيفة في هذه المسالة (المقصد الرابع: المذاهب الضعيفة في هذه المسألة) (في بعض مذاهب ضعيفة في هذه المسالة وهي) أى تلك المذاهب يتاويل الطرائق (أربع) المذهب (الأول أن الكل ضرورى وبه قال: ناس) من أصحابنا (وهو قول الإمام الرازي) وذلك لعدم حصول شيء منه بقدرتنا إذ لا تأثير لها عندنا (وهؤلاء فرقتان فرقة تسلم توقفه) أي توقف بعض من الكل، أو توقف العلم (على النظر فيكون النزاع معهم في مجرد التسمية) بلا مخالفة معنوية لأنا نسلم أن ليس لقدرتنا تاثير في حصول شيء منه، لكنا تعني بالكسبي المقدور لنا ما تتعلق به القدرة الحادثة كسبا ويحصل عقيب النظر عادة لا ما تؤثر فيه قدرتنا حقيقة، قال الإمام الرازي في المحصل العلوم: كلها ضرورية لأنها إما ضرورية ابتداء، أو لازمة المراد بها هو الخاص بمعونة المقام، ونص ها هنا بالضرورة تتبيها على أن هذا الوجدان لا خفاء فيه بخلاف الأول، ولذا اختلف فيه كما سيجيء في المقصد الذي يليه.
قوله: (بتاويل الطرائق) جمع طريقة ليصح تذكير أربع فإنه ينظر في تذكير العدد، وتأنيثه إلى واحد المعدود إن كان جمعا لا إلى لفظ المعدود.
قوله: (أي توقف بعض إلخ) يريد انه لا يجوز رجوع الضمير إلى الكل باعتبار كل واحد، وهر ظاهر فإما آن يرجع إلى البعض المفهوم من الكل، أو إلى الكل لكن توقفه باعتبار البعض أو إلى العلم المفهوم من كون الضرورى قسما منه.
قول: (قال الإمام الرازي إلخ) تاييد لما تقدم، فإن ما نقله من المحصل يدل على انقسام العلم إلى الضرورى ابتداء، وإلى ما لزم منه لزوما ضروريا، وهو الكسبي عندنا وقول ناقده قد يسمى كل بادراك عدم النظر فهي انسب بالوجدان الذي هو الإدراك الباطني، وضرررية وجود النظري بتحقق وجود النظر الذي هو انسب بإدراك العقل، أو الحس الظاهر الذي يعرف مبادي النظر على ان في العبارة الأولى حذرا عن شناعة التكرار اللفظي، وفي الثانية رعاية لحسن المقابلة.
قوله: (بتاويل الطرائق) وجه التاويل أن الواجب في العبارة أربعة لأن المذكر بالتاء، فأول المذاهب بالجمع المؤنث وهي الطرائق لأنها جمع طريقة، قال: في شرح اللب واعلم أن اعتبار لحوق التاء بهذه الأعداد وعدم لحوقها، إنما يكون بالنظر إلى واحد المعدود لا إلى لفظ المعدود، فإن كان المعدود جمعا لفظا، وواحده مؤتثا غير العلم حذفت التاء متها نحو ثلاث نسوة وعيون، وإن كان مذكرا اثستت التاء سواء كان في لفظ الجمع علامة التأنيث كأربعة حمامات في جمع مام، أو لم يكن: قوله: (اي توقف بعض من الكل إلخ) يريد أن ضمير توقفه ليس براجع إلى الكل، لحصول بعض العلوم بلا توقف على النظر، ورجوعه إلى الكل من حيث هو كل بعيد، وكذلك إلى الحمول اعني الضرورى لأن الراد به هو المفهرم: قوله: (قال الإمام الرازي إلخ) يشير بنقله إلى ضعف ما وقع في بعض نسخ الكتاب بعد
Page 108