Sharh Al-Iqtisad fi Al-I'tiqad - Al-Rajhi
شرح الاقتصاد في الاعتقاد - الراجحي
Genres
الجمع بين كون رسول الله سيد المرسلين وبين حديث (السيد هو الله)
السؤال
كيف التوفيق بين أن الرسول ﷺ هو سيد المرسلين، وبين قوله: (السيد هو الله)؟
الجواب
لا منافاة بينهما، فالنبي ﷺ لما قال له الصحابة: (أنت سيدنا، قال: السيد الله ﷿، يعني: السيد على الإطلاق، فالسيد على الإطلاق هو الله ﷿، والنبي ﷺ خاف عليهم من أن يغلوا فيه، فلما قالوا له: أنت سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا، قال: (أيها الناس! قولوا بقولكم، أو ببعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان، أنا عبد الله ورسوله).
فقال هذا من باب حماية جناب التوحيد، وسد كل طريق يوصل إلى الشرك.
فالسيد على الإطلاق هو الله ﷿، وأما إذا أضيف فقد قال النبي ﷺ: (قوموا لسيدكم)، لـ سعد بن معاذ، لما جاء وهو على حمار، قال: (قوموا لسيدكم)، بالإضافة، فالرسول ﷺ هو سيد الناس، قال ﵊: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر).
وهو ﷺ سيد الأنبياء والمرسلين فسيد الناس هو الرسول ﵊، والله تعالى هو السيد على الإطلاق.
ومخاطبة الشخص بـ (يا سيدي!) لا بأس به، إذا كان سيدًا، فإذا كان عبدًا فلا بأس أن يقول: سيدي فلان، وجاء في الحديث: (لا يقول أحدكم عبدي وأمتي، وليقل: فتاي وفتاتي، ولا يقل: سيدي ومولاي).
فالسيد بالإضافة لا بأس به، فيقال: سيد بني فلان، إذا كان سيدًا مطاعًا فيهم، وأما السيد على الإطلاق فهو الله.
2 / 11