Sharh al-Aqidah al-Safariniyah

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
93

Sharh al-Aqidah al-Safariniyah

شرح العقيدة السفارينية

Publisher

دار الوطن للنشر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٦ هـ

Publisher Location

الرياض

Genres

بها، ويكون تعطيلها بإنكار دلالتها على الشيء، فلا يعمل بها، فيكون مثلا سميعا بلا سمع، كمن يقول في قوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ) (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة: ٢٣) أي منتظرة لثواب ربها، فيعطل النص عما أريد به. وفي قوله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) (الفجر: ٢٢)، أي: وجاء أمر ربك فهو بهذا قد عطل النص وعطل الله. عطل الله عن مجيئه الحقيقي وعطل النص بان حرفه فعطل معناه المراد به لان المراد بالنص (وجاء ربك)، أي: جاء الله ﷿ نفسه. فإذا قال: جاء أمر ربك فقد عطل النص عن معناه المراد به. والذين يحرفون النصوص قالوا على الله بلا علم، في الإثبات وفي النفي، فقالوا: إن الله أراد كذا، وهو لم يرد، وقالوا: لم يرده، وهو قد أراده. ولو قال قائل: كيف تجزمون بأنه أراده؟ أليس يحتمل أن يكون مراده ما حرفوه إليه؟ فالجواب: أن الله ﷾ يخاطبنا بما تقتضيه عقولنا، وكلام الله ﷾ موجه إلينا، والنبي ﷺ لم يترك شيئا ألا وبينه، فلو كان المراد غير ظاهره لبينه النبي ﷺ، إذا نحن نجزم أن ظاهره مراد، لأنه لم يرد خلافه عن النبي ﵊، ولو كان المراد خلفه لبينه الرسول ﵊، ولهذا يصح أن نقول: اجمع الصحابة ﵃ على أن الله يجيء بنفسه. فإذا قال قائل: هاتوا لنا حرفا واحدا عن أبي بكر أو عمر أو عثمان أو

1 / 98