13

Sharh al-Aqidah al-Safariniyah

شرح العقيدة السفارينية

Publisher

دار الوطن للنشر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٦ هـ

Publisher Location

الرياض

Genres

فـ (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) قالوا: إن ظاهره أن الله استوى على العرش، أي علا عليه، فنؤمن بأن الله ﷾ نفسه علا على العرش ولا نلتفت لما وراء ذلك، لا نقول: أين الله قبل أن يخلق العرش؟ ولا نقول: هل استواؤه على العرش بمماسة أو بانفصال؟ ولا نقول: إن استواءه على العرش للحاجة إليه، بل يجب أن نقول إنه ليس للحاجة إليه، وفرق بين الأمرين. فنقول: إن استواء الله على العرش ليس لحاجته إلى العرش، بخلاف استواء الإنسان مثلا على السرير أو على الدابة فهو للحاجة إليها، ولهذا لو أزيل السرير من تحته لسقط أما الرب ﷿ فان استواءه على عرشه لظهور عظمته ﷿، وتمام ملكه، وليس لأنه محتاج إلى العرش، بل إن العرش وغيره في حاجة إلى الله ﷿ في إيجاده وإمداده. فلا يمكن أن نقول: إن استواء الله على العرش للحاجة إليه. ولا نقول: إن استواء الله على العرش يقتضي أن يكون الله جسما أو ليس بجسم؛ لأن مسألة الجسيمية لم ترد في القرآن ولا في السنة إثباتا ولا نفيا، ولكن نقول بالنسبة للفظ لا ننفي ولا نثبت، فلا نقول جسم ولا غير جسم. لكن بالنسبة للمعنى نستفصل ونقول للقائل: ماذا تعني بالجسم؟ هل تعني انه الشيء القائم بنفسه، المتصف بما يليق به، الفاعل بالاختبار، القابض، الباسط؟ إن أردت هذا فهو حق ومعنى صحيح، فالله تعالى قائم بنفسه، فعال

1 / 18