52

Sharh Al-Ajrumiyyah by Al-Asmarī

شرح الأجرومية للأسمري

Genres

ثالثها: قوله (العاري عن العوامل اللفظية) العاري أَيْ الخالي، وهو بمعنى المجرَّد عن العوامل اللفظية. وحقيقة (العوامل اللفظية): تَقَدُّم لفظٍ على آخر يعمل فيه من جهة الإعراب. مثاله: (زيدٌ) في جملة (ضرب زيدٌ عَمْرًا) . فهي اسم مرفوع لكن أثر فيه عامل اللفظ - وهو الفعل - فكان فاعلًا لا مبتدأً. مثال ثان: كلمة (محمدٌ) في جملة (كان محمدٌ مجتهدًا) . حَيْثُ إِنها اسمٌ مرفوع لعامل لفظي وهو (كان) فليست مبتدأ. قوله: (والخبر هو الاسم المرفوع المسند إِلَيْهِ) يتعلق به شيئان: أما الأول: فهو أن هذه الجملة تعريفٌ اصطلاحي للخبر، وللنحاة فيه عبارات. وأما الثاني: فهو أنه يشتمل على قيود: أولها: قوله (الاسم) ليخرج: الفعل والحرف. وثانيها: قوله (المرفوع) ليخرج: المخفوض والمنصوب من الأسماء. وثالثها: قوله (المسند إِلَيْهِ) أَيْ إِلى المبتدأ، والمعنى أنك تُخْبِرُ بالخبر عن معنى يتعلق بالمبتدأ. مثاله: الجملة الفعلية في قولك: (زَيْدٌ قَامَ) أَيْ: هو، فأسندتَ إِلى زيد فعل القيام، وحصل بذلك الإخبار عنه به. تنبيه: عند إعراب الجمل الخبرية ينبغي مراعاة قَيْد (الإسناد)؛ إِذْ هو أهم علامة للخبر يُكشَف بها، ويُعْرَف. فمثلًا: جملة (الأخيار الأبرار جاءوا) . الخبر كلمة (جاءوا)، وأما كلمة (الأبرار) فليست خبر للكلمة التي سبقتها، وإنما أُخِذَ ذلك بدلالة الإسناد؛ إِذ (المسند) هو المجيء، فكان خبرًا عن مبتدأ. قوله: (نحو قولك: زَيْدٌ قَائِمٌ والزيدان قائمان والزيدون قائمون) يتعلق بها شيئان: أما الأول: فهو أن هذه الجملة توضيحية لما سبقها، وهو توضيح بالمثال. وأما الثاني: ففيها ثلاثة أمثلة: أولها:قوله: (زَيْدٌ قَائِمٌ) . إعرابه: كلمة (زيد): مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره للابتداء. كلمة (قائم): خبر مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.

1 / 58