Sharh Adab Katib
شرح أدب الكاتب
Publisher
دار الكتاب العربي
Publisher Location
بيروت
الآخرة خامل فيها يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء يقودهم إلى النار " في رأت ضمير يعود إلى ناقته والفريصة اللحمة في ناغض الكتف على الجنب وهو أول ما يرعد من الدابة إذا فزع. يقول لما رأت الناقة أن الشريعة همها تيممت العين أي قصدتها وإنما جعل البياض من فرائصها داميا ليدل على ما لحقها من الكلال والتعب في طول السير وقال أبو إسحق الحربي الصواب وإن البياض من فراسنها دامي والفراسن جمع الفرسن وهو في يد الناقة والسلاميات عظام الفرسن. وقوله عرمضها العرمض الخضرة التي تعلو الماء. والطامى المرتفع. وضارج جبل.
وأنشد أبو محمد للشماخ ويكنى أبا سعد يمدح عرابة الأوسى وقبله:
إليك بعثت راحلتي تشكى ... حروثا بعد محفدها السمين
إذا بركت على شرف وألقت ... عسيب جرانها كعصا الهجين
إذا الأرطى توسد أبرديه ... خدود جوازئ بالرمل عين
الراحلة من الإبل التي يختارها الرجل لمركبه. والحروث الهزال والمحفد السنام يقول لم أزل أذيبها في السير إليك حتى أنضيتها بعد سمنها والشرف ما ارتفع من الأرض. والعسيب هنا عظم الذنب. والجران باطن عنق البعير وهو ما أصاب الأرض منه إذا برك وأراد بالهجين الراعي شبه عنق ناقته بالعصا لهزالها. والأرطى ضرب من الشجر وخصه لأن منبته في الرمل والبقر والظباء تعوذ وتكنس فيه من الحر والبرد والمطر. وقوله توسد أبرديه أي اتخذ الظل والفيء وسادة. والجوازئ الظباء التي تجتزئ بالرطب عن الماء. والعين جمع عيناء وهي الواسعات العيون.
قال أبو محمد ومن ذلك الآل والسراب. أما السراب فإنما سمي سرابا لأنه يسرب سربا أي يجري جريا يقال سرب الماء يسرب سروبا قال الفراء وهو ما لصق بالأرض والآل الذي يكون كالملاء بين السماء والأرض كأنه الماء قال ويكون من الضحى إلى زوال الشمس والسراب بعد الزوال إلى صلاة العصر. والآل الشخص والآل الأحوال جمع آلة والآل الخشب المجرد والآل الأهل. وأنشد أبو محمد للنابغة الجعدي:
حتى لحقنا بهم تعدي فوارسنا ... كأننا رعن قف يرفع الآلا
1 / 99