فبشر أخو عبد الملك بن مروان، وله ابن سماه عبد الملك باسم أخيه، والحكم إنما هو ابن عبد الملك بن بشر بن مروان، نعم في ذرية عبد الملك بن مروان من اسمه الحكم، لكنه غير مقصود هنا، قال ابن قتيبة في كتاب «المعارف»: ولد الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان: الحكم وعثمان، ويقال لهما الجملان، وكان أبوهما بايع لهما، فقتلا مع أبيهما، انتهى.
وقوله: يا حكم الوارث، قال الأصمعي: يريد بحكم: حكم بن عبد الملك ابن بشير بن مروان، وقوله: ميراث: منصوب بالوارث مفعوله، وبه يسقط ما قدره ابن الملا الحلبي، أي: نحو المجد والسؤود، قال: فحذف المفعول لئلا يتوهم قصره على ما يستفاد من المذكور، انتهى. وعذره أنه لم يقف على ما بعده، وقوله: مشفك، قال الأصمعي: أي: منصب واسع.
وقد وصفه بعد هذا بأبيات ستة، ثم ذكر المقصود بالنداء فقال:
إليك أشكو عض دهر منتهك ... بالمنكبين والجران مبترك
من السنين والهلاك المهتلك ... منجرد الحارك محصوص الورك
وقد علمنا ذاك علما غير شك ... أنك بعد الله إن لم تترك
مفتاح حاجات أنخناهن بك ... فالذخر منها عندنا والشكر لك
قال الأصمعي: قوله: منتهك، من النهك في العقوبة، أي: بالغ في عقوبته.
وقوله: بالمنكبين والجران، يعني أنه طحنه بمنكبيه وجرانه طحنًا شديدًا، والجران: الصدر، وقوله: مبترك، أي: ابترك عليه بكلكله، أي: اعتمد عليه، والسنة: القحط وعدم النبات، والمهتلك: المتساقط، وذو هلاك يتهالك
1 / 61