الخلة الحسناء، والخلة كالخصلة وزنًا ومعنى. وأما ابن السيد فقد اقتصر على هذا الأخير، لكنه قدر الموصوف غير ما قدره المصنف، ولم يذكر ضم النعت الأول على التبعية للفظ هند، وإنما ذكر النعتين بالنصب، وروى «الجميلة» بدل المليحة، قال: والجميلة الحسناء على اختلاف وجهين، إن شئت جعلت الجميلة وصفًا لهند على الموضع، والحسناء نصب بـ «عدي»، أي: عدي يا هند المرأة الحسناء، فيكون قد حذف الموصوف وأقام الصفة مقامه، وإن شئت أن تجعل الجميلة صفة لمحذوف هو المفعول به، كان التقدير: عدي يا هند المرأة الجميلة، فتكون الجملة صفة للمرأة على هذا لا لهند، والحسناء صفة للجميلة، صفة بعد صفة، ولو جعلت الجميلة الحسناء صفتين لهند على الموضع، ولم توقع الوعد على شيء، وجعلته مطلقًا، كان ذلك جائزًا، كما تقول: اضربي يا هند الكريمة الجليلة، فلا تذكر مضروبًا بعينه، وليس هذا في جودة الوجهين الأولين، انتهى كلامه. وكذا قال أبو الحسن ابن راشد في كتاب «الإفصاح عن الأبيات المشكلة في الإيضاح» وهي ألغاز نحوية، ورده الدماميني في «المزج» قال: وفي بعض نسخ «المغني»: المرأة الحسناء، يعني بدل: الخلة الحسناء. وليست بشئ، لأنه ليس المقصود أمرها بأن تعد المرأة، إذ لا يتعلق بذلك غرض للشاعر، وإنما غرضه أن تعد خلة حسنة وأمرًا جميلًا من مواصلة وملاطفة ونحو ذلك، انتهى.
أقول: يشهد لهذا قوله في البيت الثاني، وهو:
فعسى أن يكون يحسن من قد ... كان من قبل ذا لنا قد أساء
قال ابن القطاع: وهذا البيتان لأبي يعقوب بن يوسف الدباغ الصقلي، من كبار نحاة المغرب، ولم يعز البيت أحد غيره إلى قائله غير ابن القطاع، وإنما قال ابن الشجري: هذا البيت من الأبيات المصنوعة لرياضة المبتدئين، لا يزال يتداولها ألن الممتحنين.
1 / 58