وذلك مشطور السريع، انتهى. وإنما لم نحمل شعر العجاج على أنه من مشطور السريع لأنه قد اشتهر هو وابنه في الرجز، ويقال لكل منهما راجز.
والعجاج اسمه: عبد الله، ولقب بالعجاج ببيت قاله، وهو:
حتى يعج عندها من عجعجا
وينتهي نسبه إلى زيد مناة بن تميم، وهو راجز مجيد عده الجمحي في الطبقة التاسعة من الشعراء الإسلاميين، وقال المرزباني: ولد في الجاهلية، ومات في أيام الوليد ابن عبد الملك، وقد أفلج وأقعد، وهو أول من رفع الرجز وشبهه بالقصد وجعل له أوائل، قال ابن رشيق: تسمى الأرجوزة قصيدة، طالت أبيانها أو قصرت، ولا تسمى القصيدة أرجوزة إلا أن تكون من أنواع الرجز، ولو كانت مصرعة الشطور، فالقصيدة تطلق على كل الرجز لا العكس.
وأنشد بعده، وهو الانشاد الثالث عشر
(١٣) إن هند المليحة الحسناء ... وأي من أضمرت لخل وفاء
قد تكفل شرح هذا البيت ابن الشجري في «أماليه» وابن السيد البطليوسي في «شرح أبيات المعاياة» وقد لخص المصنف شرحه من «أمالي ابن الشجري» في المجلس الثامن والثلاثين منها، وزاد عليه في توجيه نصب الحسناء قوله: وإما بتقدير أمدح، وإما نعت لمفعول به محذوف، أي: عدي يا هند
1 / 57