وأنت قنسري: حال من ضمير تطرب المحذوف، والقنسري: المشهور أنه بكسر القاف وتشديد النون، وجوز فيها الفتح والكسر، قال الدماميني: ويحتمل أن يكون بقاف مفتوحة ومثناة تحتية ساكنة والسين مفتوحة، وقد حكاه صاحب «القاموس» قال: القيسر كجعفر وجعفري، وجردل: الكبير المن أو القديم، وقول ابن خلف: وأدخل عليه ياء النسب، أي: لتأكيد النسبة كقولهم: أحمري وخارجي وأعجمي، والمحتزن: من الحزن، وهو الهم، والبكي: فعيل من البكاء، وهو الكثير البكاء، والصبا: التصابي والميل إلى الجهل، والصبي: فعيل من الصبورة، وهي الميل.
وهذا من أرجوزة العجاج.
والأرجوزة: أفعولة من الرجز، وهو أحد بحور الشعر الخمسة عشر، وقد تطلق على ما شبهه من مشطور السريع، بيانه أن بحر الرجز من مستفعلن ست مرات فإذا شطر خف، ومعناه: حذف شطره، بقي «مستفعلن» ثلاث مرات، وبحر السريع من ستة أجزاء وهي: «مستفعلن مستفعلن مفعولات» مرتين، فإذا شطر بقي «مستفعلن مستفعلن مفعولات» مرة واحدة، وأما مشابهة السريع للرجز فمن وجهين، أحدهما: أن كل واحد منهما يشطر، ولا يقع الشطر في غيرهما من البحور، وثانيهما: أن مشطور كل واحد منهما قريب جدًا من مشطور الآخر، وإنما اختلفنا في الجزء الثالث، ثم إن أحدهما قريب من الآخر، فإن مستفعلن سببان خفيفان فوتد مجموع، ومفعولات سببان خفيفان فوتد مفروق، وهذا أشد ما يكون من المشابهة بين هذين البحرين، إذا لم يختلفا إلا في شيء يسير من بعض الأجزاء، ولذلك لا يكاد يفرق بينهما إلا الماهر بالعروض. قال ابن رشيق في «العمدة»: ومن المقصد ما ليس برجز، وهم يسمونه رجز التصريع،
1 / 56