حين﴾ [الإنسان /١] وهذا إرشاد وتنبيه، لينظروا. وكذلك إظهار التشكك في قصة إبراهيم ﵇، وإنما هو تنبيه وإرشاد، لا تقرير، ليكون ذلك داعية إلى النظر، قال سيبويه: إنما أراد أتطرب، أي: أنت في حال طرب، ولم يرد أن يخبر عما مضى، ولا عما يستقبل. والطرب: خفة تصيب الإنسان عند الفرح أو الجزع، وهو هنا في الجزع، لأن قبله:
بكيت والمحتزن البكي ... وإنما يأتي الصبا الصبي
قال أبو الحسن: يقال للسن: فنسري، ولم يسمع به إلا في شعر العجاج، وقوله: دواري أراد به: دوار، وأدخل عليه ياء النسب، والدوار: الذي يدور بالناس من حالة إلى حالة، انتهى كلام ابن خلف.
وقوله: إنما أراد أتطرب ... الخ، أشار إلى أن الفعل المقدر زمنه حالي، وقوله: أي أنت في حال طرب، أشار إلى أنه متلبس بالطرب، وهذا مما يوبخ عليه إذ حقه أن لا يستفزه الحزن، لأن من حنكته التجارب ينبغي أن يكون متثبتًا لدى الشدائد.
واستشهد به ابن مالك على وجوب حذف عامل المصدر الواقع في توبيخ، وقال الدماميني: طربا إما مصدر مؤكد لفعل محذوف، أي: أتطرب؟ أو مفعول به، أي: أتأتي، انتهى. وهذا كما يقال: أتيت معصية، أي: أحدثتها وفعلتها، ونقل السيوطي عن أبي حيان أنه حكى عن بعضهم أنه قال: طربًا حال مؤكدة، أي: أتطرب في حال طرب، وفيه نظر، فإن مجيء المصدر حالًا سماعي لا يذهب إليه إلا عند عدم صحة غير الحال من الوجوه، وحينئذ يؤول باسم الفاعل أو اسم المفعول بحسب المراد، وينظر ما معنى ذلك التقدير، وجملة:
1 / 55