أجود، أفعل تفضيل من الندى، قال صاحب «المفتاح»: الندى أصل المطر، وهو مقصور يطلق لمعان، ويقال: أصابه ندى من طل، ومن عرق، وندى الخير، وندى الشر، وندى الصوت .. إلى أن قال: وفلان أندى من فلان، أي: أكثر فضلا وخيرًا، وبطون راح: تمييز من فاعل أندى محول عن الفاعلية، ونسبة الندى إلى البطون، لأن العطاء كثيرًا ما يكون بها، والخطاب في قوله: ألستم، لعبد الملك وآبائه، ويجوز أن يكون الجمع لتعظيم المخاطب الواحد، خلافًا للرضي والتفتازاني في منعهما ذلك. وقوله: وقوم قد سموت .. الخ، أي: ورب قوم، وسموت: علوت، ودانوا: أطاعوا من الدين وهو الإطاعة، والدهم بفتح الدال: الجيش الكثير، والململمة: الكثيرة المجتمعة، والرداح بالفتح: الضخمة، وقوله: أبحت حمى تهامة، يريد: عبد الله بن الزبير وقتله إياه، وغلبته على ما في يديه، ويأتي، إن شاء الله تعالى، شرحه في الباب الرابع.
وجرير من الطبقة الأولى من شعراء الإسلام، وهو جرير بن عطية بن الخطفى – بفتحات – سمي الخطفى بشعر قاله، واسمه حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وإليه المنتهى وإلى الفرزدق في حسن النظم، قال محمد بن سلام: ذاكرت مروان بن أبي حفصة فيهما فقال:
ذهب الفرزدق بالفخار وإنما ... حلو القريض ومره لجرير
ومات جرير بعد الفرزدق بشهر من السنة العاشرة بعد المائة، وقد بسطت ترجمته في أول شرح شواهد الرضي.
1 / 53