انتهى. وقوله: أتصحو ... الخ، هذا تجريد خاطب به نفسه بالاستفهام، ثم أضرب عن الاستفهام فقال: بل فؤادك غير قابل للصحو، وأراد بالعشية هنا، مطلق الزمان، وهو ظرف لصاح، وقوله: تعزت أم حزرة، أي: تصبرت على قلة اللقاح، وأم حزرة، بفتح الحاء المهملة وسكون الزاء المعجمة بعدها راء مهملة: امرأة جرير، وافقت كنيتها كنيته، واللقاح: جمع لقحه، بكسر لامهما، وهي الناقة ذات اللبن، وقال ثعلب: اللقاح جمع لقحة، وإن شئت لقوح، وهي التي نسجت، فهي لقوح سهرين أو ثلاثة، ثم هي لبون بعد ذلك، والموردون: الذين يوردون إبلهم الماء، وتعلل: تلهى، وساغبة: جائعة، والأنفاس: جمع نفس بفتحتين، وهو من الماء ما كان مرويًا كافيًا، والشم بكسر الموحدة: البارد، يقال: شم الماء، من باب فرح، إذا برد، والقراح بالفتح: الماء الخالص الذي لم يخلط به لبن ولا غيره. وقوله: سأمتاح البحور، أي سأستسقي، وهو مثل، والبحور كناية عن الملوك، وقال ابن حبيب: الميح: العطاء، يقال: ماحه يميحه ميحًا، وامتحت فلانًا واستمحته بمعنى واحد، وقوله: يا فداك أبي، المنادى محذوف، أي: يا أمير المؤمنين، وجملة: فداك أبي، دعاء له، والسيب: العطاء، والارتياح: الخفة للعطاء. وقوله: فإني قد رأيت علي حقًا أي: رأيت من الحق علي أن أزور الخليفة، وأمتدحه، والقوادم: العشر الريشات في الجناح، وما فوق ذلك الحوافي، شبه نفسه مجردة من الأموال بطائر تساقط ريشه، فهو يعجز عن بلوغ مراده، وشبه الإنعام عليه بالمال بإراشة ذلك الطائر، وقد كنى بذلك عن إصلاح حاله، والمطايا: جمع مطية، وهي الناقة السريعة من مطا يمطو، إذا جد في السير وأسرع، والراح جمع راحة: الكف، وأندى:
1 / 52