ورزق السعادة في شعره، ومات مقتولًا في الطريق في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
وأنشد بعده، وهو الانشاد العاشر:
ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد
هذا صدر بيت وعجزه:
إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي
على أن همزة الاستفهام دخلت على لا النافية للجنس، والاصطبار: افتعال من الصبر، وقوله لسلمى: خبر لا النافية، وروي بدله «لليلى» والجلد بفتحتين: الجلادة، وهو التثبت عند المصيبة. وأم هنا: متصلة، وكان الظاهر أن يقول: أم لا، لكنه تفنن، وإذا: ظرف لجلد، لا لاصطبار، لأنه كان ينون، وأراد بالذي لاقاه أمثاله: الموت، وأراد بأمثاله: العشاق، يقول: أتحزن علي سلمى إذا مت أم لا؟ وكنى عن الموت ولم يصرح به حذرًا من تألمها.
وهذا البيت استشهد به جميع شراح الألفية وغيرهم، وقد أعاده المصنف في بحث «ألا» بالفتح والتخفيف.
وأنشد بعده، وهو الانشاد الحادي عشر:
(١١) ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح
على أن الهمزة فيه للإنكار الإبطالي، فإن كان ما بعدها نفيًا كما هنا لزم ثبوته، لأن نفي النفي إثبات، وبهذا صار البيت مدحًا. قال ابن الشجري في المجلس الرابع والثلاثين في «أماليه»: معناه: أنتم خير من ركب المطايا، فذلك قال عبد الملك حين أنشده هذا البيت: نحن كذلك. ولو قال: جرير عرى جهة
1 / 47