وبهرًا يجوز أن يكون أراد: نعم حبًا بهرني بهرًا، ويكون بمعنى عقرًا وتعسًا، دعاء عليهم إذ جهلوا من حبه لها ما لا يجهل مثله، وأنشد أبو عمرو:
لحا الله قومي إذ يبيعون مهجتي ... بجارية بهرًا لهم بعدها بهرًا
قال أبو عمرو: ويكون بهرًا بمعنى حبًا ظاهرًا، من قولهم: قمر باهو.
وحدثني علي بن عبد الرحمن قال: أخبرني يحيى بن علي بن المنجم عن أبيه عن الأصمعي قال: قال أبو عمرو بن العلاء: عمر ابن أبي ربيعة حجة في العربية، وما تعلق عليه إلا بهذا الحرف الواحد، قال أبو عمرو: وله وجه إن كان أراد الخبر، ولم يرد الاستفهام، لأنه إن كان أراد الاستفهام فكان ينبغي أن يقول: أتحبها؟ قال علي بن يحيى، وقال إسحاق الموصلي: بهرًا، أي: عقرًا وتعسًا، دعاء عليهم. وقال الأصمعي: بهرًا، أي: ظاهرًا، من قولهم: القمر الباهر، وأخبرني محمد بن يحيى قال: سئل ثعلب عن بهرًا فقال: بهرًا، أي: عجبًا، وقال غيره: بهركم الله، وقال بعضهم: هو من الانبهار، والانبهار أن تقول: فعلت بفلانة، ولم تفعل. هذا كلام المرزباني، ونقله برمته الشريف المرتضى في «أماليه».
والبيت من قصيدة عدتها خمسة عشر بيتًا، نقلها جماعة منهم محمد بن المبارك بن محمد بن ميمون، أوردها في كتابه «منتهى الطلب من أشعار العرب» عندما أورد المختار من شعره، ومنهم الزبير بن بكار أنشدها في كتابه «أناب قريش»
1 / 38