انتهى. وكتب أبو الوليد في هامش نسخته: قوله بهرًا، يكون على وجهين، قال ابن دريد: يقال: بهرًا لك، كأنه يدعو عليه بالغلبة، قال الشاعر:
ثم قالوا تحبها قلت بهرًا ... البيت.
وقال الأصمعى: كنت أحسب قوله بهرًا من الدعاء عليه، فسمعت رجلًا من أهل مكة يقول: معناه جهرًا لا أكاتم، وقوله: يملؤها في النجوم ليس بشيء، ولا يصح له معنى معقول، وإنما هو بمعنى غلب نوره نورها، فمحا ضوؤه صغارها وخفياتها أو كاد، وبهذا فسره ابن دريد فقال: بهره الأمر يبهره بهرًا: غلبه، ومنه قيل: بهر القمر النجوم، إذا غلبها بنوره. وكتب ابن السيد البطليوسي: قال ابن الأعرابي: بهرًا بمعنى عجبًا، انتهى.
وكتب الإمام مغلطاي الحافظ في هامش إحدى نسختيه: قال أبو بكر ابن السراج في «الاشتقاق»: وقالوا: «بهر» في الليالي البيض، لأن القمر يبهر فيهن ظلمة الليل، ويقال: بهرًا له، أي: عجبًا له، قال أبو بكر: هذا يقال أحسبه عن الشيء يغلب على الإنسان الجهالة به، فلا يدري ما سببه، انتهى.
وأنشد الجوهري هذا البيت في «الصحاح» وفسر بهرًا بـ «عجبا»، وجزم به ابن مالك في «شرح التسهيل» وجعله مصدرًا لا فعل له، وأورد البيت شاهدًا على نصبه
1 / 36