لا ضرورة فيه، وأما قول امرئ القيس فإنما جاز، لأنه جعل الألف التي تكون في الاستفهام للنداء تنبيهًا، واستغنى بها، ودلت على أن بعدها ألفًا منوية، فحذفت ضرورة، لدلالة هذه عليها، كما قال التميمي، وهو اللعين المنقري:
لعمرك ما أدري وإن كنت داريًا ... شعيث بن سهم أم شعيث بن منقر
يريد: أشعيت، فدلت «أم» على ألف الاستفهام. وقال عمر ابن أبي ربيعة:
لعمرك ما أدري وإن كنت داريا ... بسبع رمين الجمر أم بثمان
مثل ذلك، وبيت الأخطل فيه قولان، وهو:
كذبتك عينك أم رأيت بواسط ... غلس الظلام من الرباب خيالا
قال: أراد أكذبتك عينك، كما قيل فيما قبله، وليس هذا بالأجود، ولكنه ابدأ متيقنًا ثم شك، فأدخل أم كقولك: إنها لإبل، ثم تشك فتقول: أم شاء يا قوم، انتهى كلام المبرد. وكتب عليه في هامشه أبو الوليد أبو علي الوقشي: قوله: وقالوا أراد: أتحبها؟ وهذا القول خطأ، بل قوله هذا هو الخطأ، وما حكوه من حذف الألف دون دليل في اللفظ عليها إلا بما يعطيه معنى الكلام معروف لهم، قال حضرمي بن عامر الأسدي يرد على من غيره أنه فرح بموت أخيه وميراثه:
1 / 34