الهمزة] وإنما مثل به له، والمثال لا يقتضى عدم احتماله غير الممثل له، بخلاف الشاهد فإنه يقتضي ذلك والفرق بينهما أن المثال جزئي ذكر لإيضاح قاعدة، والشاهد جزئي ذكر لإثباتها، انتهى. وهذا الجواب فيه نظر فإن صريح كلام المصنف أنه شاهد كالذي قبله، فإنه في صدد الاستدلال لا التمثيل، وما أبداه من الفرق بين الشاهد والمثال صحيح في نفسه، ولا فائدة فيها هنا، إذ ما أورد على الأول وارد عليه، فيقال: إنه لا يتعين مثالًا، لاحتماله غير الممثل له، والفرق الأول إنما يصحح المثالية ولا يعنيها، والكلام في تعيين المثالية حيث انتفى تعين الشاهدية.
ونقل السيوطي عن شارح «السبع الهاشميات» أنه قال: هذا خير وليس باستفهام، والمعنى: ولم أطرب شوقًا إلى البيض، ولا طربت لعبًا مني وأنا ذو الشيب، وقد يلعب ذو الشيب ويطرب، وإن كان قبيحًا به، ولكن طربي إلى أهل الفضائل والنهى، وهذا كما قال الكميت في موضع آخرك
قد تفتن الكاعب الربحلة ذا الشيب ويغتر صيده اليلب
يقول: فالشيخ يغتر صيده، وإن كان لا ينبغي له، انتهىز
والبيت مطلع قصيدة للكميت بن زيد، مدح بها آل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وهذه أبيات منها. قال الزجاجي في كتاب «الأخبار والفوائد والأشعار»:
أخبرنا أبو الفضل الضرير النحوي قال: أخبرنا السياري عن الرباشي قال: قال أبو يحيى محمد بن كناسة الأسدي: قدم الفرزدق الكوفة، فاستقبله الكميت عند مسجد ابن أقيصر الأسدي، والفرزدق راكب بغلة، فقبض الكميت على عنانها وقال: يا أبا فراس، قد قلت قصيدة أحببت أن تسمعها مني، قال: هات، فأنشأ يقول:
1 / 31