وقال: أراد: أو ذو الشيب يلعب؟ وعده ابن عصفور من قبيل الضرورة كما تقدم، وقال الدماميني: هو استئناف على تقدير سؤال، كأنه قيل: ولم لا نلعب؟ فقال: أو ذو الشيب يلعب! على جهة الإنكار، فأشار إلى علة عدم اللعب، وهو كونه ذا شيب.
والقائل أن يقول: لا يتعين هذا شاهدًا، على حذف الهمزة، لجواز أن يكون مما حذف فيه حرف النفي للقرينة، أي: وذو الشيب لا يلعب. انتهى. أقول: حذف لا النافية إنما يجوز في جواب القسم، وأما في غيره فإنما سمع في بيت نادر، وأما حذف «ما» النافية وأختها «إن» فلم يسمع، قال ابن الخباز: ما رأيت في كتب النحو إلا حذف لا، وقال لي شيخنا يعني ابن إياز: لا يجوز حذف ما، لأن التصرف في «لا» أكثر من التصرف في «ما» انتهى. ومع الندرة فلا ينبغي أن يخرج عليها شيء، قال ابن وحيي، ونعم ما قال: هذا احتمال بعيد، والإثبات والنفي ضدان، فإذا اعتبر مثل هذه الاحتمالات ارتفع الأمان عن اللسان، ولا يصلح الأخذ بما صدر من المكلفين من العبارات، ولا يمكن أخذ الأحكام الشرعية من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية! وحذف حرف النفي مع وجود القرينة الظاهرة، وإن كان واردًا لكنه ليس مثل حذف حرف الاستفهام، لندور الأول وكثرة الثاني، حتى قيل: تقدير همزة الاستفهام مما يجري فيه القياس، انتهى كلامه. وأجاب الشمني بأن المصنف لم يستشهد بالبيت [على حذف
1 / 30