الأذى عن البدن. انتهى. ولم تلحق التاء في خضيب، لأن فعيلًا إذا كان بمعنى مفعول وذكر موصوفه تمتنع التاء منه غالبًا، وروي: «وكف لها مخضوبة ببنان» فلا إشكال. والبنان: العقدة الأخيرة من كل إصبع، وقيل: الأصابع، الواحدة بنانه، قيل: سميت بنانًا لأن بها صلاح الأحوال التي يستقر بها الإنسان، لأنه يقال: ابن بالمكان إذا استقر، كذا في «المصباح».
ومعنى تزيين الكف بالبنان إشارة إلى ما خص الله تعالى به النوع الإنساني من الأعضاء المتناسبة بالنسبة إلى سائر الحيوان، أو زينت بلطافة البنان، أو بمغايرة خضاب البنان في اللون خضاب الكف. وقوله: وإن كنت داريًا، الدراية: المعرفة المدركة بضرب من الحيل، ولهذا لا يقال في الله تعالى دار. وجملة ما أدري: جواب القسم، وكذا على رواية سيبويه، فإن اللام في «لعمرك» لام الابتداء للتأكيد، وعمرك: مبتدأ خبره محذوف تقديره: قسمي، وجملة ما أدري: جواب القسم، والفاء لمحض السببية، يعني: ذهلت عن عند الحصيات بسبب رؤيتي تلك المحاسن، وليس عاطفة، إذ لا تشريك، وجملة: «وإن كنت داريًا» معترضة بين ما أدري، وبين معموله المعلق بالاستفهام المقدر في بسبع، والمتبادر إلى الذهن أن إن وصلية لا جواب لها. يقول: ما أدري من الذهول عد الحصيات، وإن كنت من أهل الدراية بسائر الأمور.
ووقع في رواية العيني: «ولو كنت داريًا» بـ «لو» بدل «إن»، وهو بمعنى ما تقدم.
ومع ظهور كون إن للوصلية لم يذكره السيوطي، وإنما قال: يحتمل أن تكون إن نافية، فيكون تأكيدًا للجملة قبلها، ويحتمل أن تكون مخففة من الثقلية، أي: وإني كنت قبل ذلك من أهل الدراية، حتى بدا لي ما ذكر فسليتها، وهذا الاحتمال عندي أظهر، هذا كلامه.
1 / 27