وأورد بعده، وهو الانشاد السادس:
(٦) بدا لي منها معصم حين جمرت ... وكف خضيب زينت ببنان
فوالله ما أدري وإن كنت داريًا ... بسبع رمين الجمر أم بثمان
أراد الشاعر: أبيع، فحذف همزة الاستفهام لدلالة أم عليها، وظاهر كلام المصنف أن حذفها سائغ في الكلام غير مختص بالشعر، سواء أمن اللبس كما هنا أم لا، كالبيت الذي بعده، وكلاهما ضرورة عند سيبويه، وتبعه ابن عصفور في كتاب «الضرائر» في بحث «أم» المنقطعة، زعم الخليل أن قول الأخطل:
كذبتك عينك أم رأيت بواسط ... غلس الظلام من الرباب خيالا
كقولك: إنها لإبل أم ساء، ويجوز في الشعر أن تريد بـ «كذبتك»، الاستفهام، وتحذف الألف، قال عمر بن أبي ربيعة:
لعمرك ما أدري وإن كنت داريًا .. البيت.
انتهى. وقال شارح أبياته الأعلم الشنتمري: الشاهد فيه حذف ألف الاستفهام ضرورة،
لدلالة «أم» عليها. انتهى.
وذهب الأخفش إلى جواز حذفها في الاختيار، وإن لم يكن بعدها «أم» وتبعه
1 / 25