وإنما ساغ حذف: أم غي، لأن المراد مفهوم، وهذه الألف ألف التسوية، ومثله: فما أدري أسكلهم سكلي؟ انتهى كلامه.
وقد أعاد المصنف هذا البيت ثالثًا في حذف أم المعادلة من الباب الخامس.
وجملة: إني لأمره سميع – أي: مجيب – استئناف بياني، كأنه قيل: أأنت سميع لأمره؟ والتأكيد للشك، ويجوز أن تكون اعتراضيه، ويجوز أيضًا أن تكون حالًا من الياء في «دعاني»، وقال الدماميني: من «القلب»، واللام في لأمره للتعدية، وتقديم المعمول للحصر، وجملة: فما أدري .. الخ: معطوفة على دعاني، وطلابها: مبتدأ، ورشد خبره، والجملة منصوبة المحل بفعل الدراية المعلق عنها بالاستفهام، وطلابها: مصدر طالبه بمعنى طلبه مضاف إلى مفعوله، وفاعله محذوف أي: طلابه إياها، وقوله: يا لك الخير، المنادى به محذوف، أي: يا قلب لك الخير، على الدعاء له، وهذا استسلام منه للقلب فيما دعاه إليه، وإنما قالك للموت الجديد، لأنه يريد الموت الذي يكون جديدًا إذا وقع، وقال بعضهم: لأنه لا يعود إليه مرة أخرى، يريد أنه يكون مجدودًا، أي: مقطوعًا، وهذا لأن الذي كان فيه من هواها كأنه كان موتًا متصلًا، فقال: يدليك للموت المنقطع، ومعنى يدليك: يسوقك، والدلو: السوق، قال:
لا تقلواها وادلياها دلوا
وحبابها بكسر أوله: أراد به الحبو وقيل: هو جمعه، وقيل: هو مصدر حاببته، وروى الباهلي «حبابها» بضم الحاء، أي: حبيبها.
وأبو ذؤيب - بالتصغير -: اسمه خويلد بن خالد، وينتهي نسبه إلى هذيل بن مدركة، وهو شاعر مجيد مخضرم، أسلم ورحل إلى المدينة، والنبي صلى الله تعالى عليه وسلم في مرضه، فتوفاه الله تعالى قبل قدومه بليلة، وأدركه وهو مسجى، وصلى عليه وشهد دفنه، وعاش إلى زمن عثمان ﵁، وليس معدودًا من الصحابة.
1 / 24