Sharaf
al-Sharaf al-Aʿla fi Dhikr Qubur al-Muʿalla
Genres
الشريف في ذلك المحل المنيف وكان من العلم الكثير والدين القوي بمكان شهير ثم مات وخلف ولله الحمد ولدين هما في الحقيقة جوهرتان بل هما من أنفس الجواهر أدركا في سنهما ما أدركه الأماثل الأكابر حفظ الله بهما وله الشكر شرف هذا البيت وأحيى بهما ذلك السيد الذي هو في الحقيقة حي ولا أقدر أن أقول ذلك الميت لحظني شرف السعد فتشرفت بصحبتهما ورنا إلي العز فمجد في موالتهما ومحبتهما وإذا سئلت بمن تهيم صبابة قلت اللذان هما اللذان هما هما أبقاهما الله قد الأيام والليالي وأحياهما لإحياء دولة السيادة والمعالي اسم أكبرهما المولى المتقي المختار المصطفى جمال الدين أبي المحامد محمد وهو والحمد لله محمد الاسم والفعل قليل النظير والشبيه والمثيل واسم الثاني وجيه الدين ويقال زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن وهو الرجل الذي يكبو طرف الوصف عن ذكر بعض مناقبه ويعثر ويكل جواد المبالغة عن وصف القليل من محاسنه وبحر جوهرة نفيسة ليس لها قيمة ودرة دونها كل درة يتيمة تخلق بأخلاق جده وأبيه وعمه وظفر بجميع أنواع القبول كيفه وكمه وحاز من الصفات الجميلة ما يعجز عنه الوصف ومن المعارف والعوارف ما لا يحصره بليغ ولا عارف ويفوق ذكاء على ذكاء وأين ذكاء وعلا علاه جميع من استعلى وعلاه صحبتهما فوجدتهما أفضل سيدين وأفضل مصحوبين ورغبت إلى الشرف بقربهما فلا عدم الراغب المرغوب هما أخوا في العدم من لا إخاله إذا خاف يوما ينوه فدعاهما هما يلبسان المجد أحسن لبسة شحيحان ما استطاعا كلاهما ثم نعود إلى المقصود من ذكر الشيخ عبد الله اليافعي وذكر بعض أحواله التي اشتهرت وسارت وانتشرت بين الأنام كرما وشاعت قال القاضي بدر الدين بن فرحون في تاريخ المدينة في ترجمة الشيخ عبد الرحمن الجبرتي ما لفظه كانت له مع الشيخ العالم قطب زمانه أبي محمد عبد الله بن أسعد اليافعي نفع الله به سياحات في ظاهر المدينة وكان الشيخ عبد الرحمن يحكي لبعض أصحابه أنه اتفق له مع الشيخ عبد الله كرامات في أيام السياحة وكان الشيخ عبد الله قبل توطنه بمكة وزواجه بها أقام بالمدينة
Page 82