319

Sharaf Mustafa

شرف المصطفى

Publisher

دار البشائر الإسلامية - مكة

Edition Number

الأولى - 1424 هـ

فقدم إليهم طعاما فأكلوا وشربوا، ثم قال لهم بحيرا الراهب: ما يكون هذا الغلام منكم يا أهل مكة؟ قالوا: ابن هذا الشيخ- يعنون أبا طالب-، فقال بحيرا: والله ما ينبغي لأبوي هذا الغلام أن يكونا في الأحياء، أصدقوني أو أصدقكم خبره.

قال أبو طالب: يا بحيرا، هذا ابن أخي، وهو يتيم في حجري، قال: صدقت يا شيخ وسأخبرك: إن هذا نبي من الأنبياء، وهذا خاتم النبوة بين كتفيه.

قال: فخرجوا حتى أتوا الشام فقضوا أوطارهم، ثم رجعوا قافلين إلى مكة، فأقام النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب ما شاء الله أن يقيم.

137-

قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يلعب مع الغلمان حتى بلغ مواضع بني مدلج، فرآه قوم من بني مدلج فدعوه فنظروا إلى قدميه- وقال مغلطاي في الإشارة: فيه وهمان الأول: بايعوه على أي شيء؟

الثاني: أبو بكر لم يكن حاضرا، ولا كان في حال من يملك، ولا ملك بلالا إلا بعد ذلك بنحو ثلاثين عاما.

وقال الحافظ في الإصابة: الحديث رجاله ثقات، وليس فيه ما ينكر إلا هذه اللفظة (يعني: ذكر أبي بكر فيه وبلال) فتحمل على أنها مدرجة فيه، مقتطعة من حديث آخر وهما من أحد رواته.

وأخرج قصة بحيرا الراهب أيضا من طرق أخرى: ابن سعد في الطبقات [1/ 120، 153 مرتين من طريقين] ، وأبو نعيم في الدلائل [1/ 168] .

(137) - قوله: «فرآه قوم من بني مدلج» :

أخرجه ابن سعد في الطبقات [1/ 118] ، ومن طريقه ابن الجوزي في المنتظم [2/ 274] ، وأخرجه أبو نعيم في الدلائل [1/ 165] .

Page 405