295

Sharaf Mustafa

شرف المصطفى

Publisher

دار البشائر الإسلامية - مكة

Edition Number

الأولى - 1424 هـ

اقترب، اقتلوا هذا الغلام واقتلوني معه، فإنكم إن تركتموه وأدرك مدرك الرجال ليسفهن أحلامكم، وليكذبن أديانكم، وليدعونكم إلى رب تعرفونه، ودين تنكرونه.

قالت: فلما سمعت مقالته انتزعته من يده وقلت: لأنت أعته وأجن من ابني، ولو علمت أن هذا يكون من قولك ما أتيتك به، فاطلب لنفسك من يقتلك، فإنا لا نقتل محمدا صلى الله عليه وسلم.

فاحتملته فأتيت به منزلي فما علمنا منزلا من منازل بني سعد إلا وقد شممنا منه ريح المسك الإذفر، وكان في كل يوم ينزل عليه رجلان أبيضان فيغيبان في ثيابه ولا يظهران، فقال الناس:

رديه على عبد المطلب واخرجي من أمانتك، قالت: فعزمت على ذلك، فسمعت مناديا ينادي: هنيئا لك يا بطحاء مكة، اليوم يرد إليك النور والزين والبهاء والكمال، فقد أمنت من أن تجدبين أو تخربين أبد الآبدين، ودهر الداهرين.

قالت: فركبت أتاني وحملت النبي صلى الله عليه وسلم بين يدي، وأقبلت أسير حتى أتيت إلى الباب الأعظم- من أبواب مكة- وعليه جماعة مجتمعون، فوضعته لأقضي حاجتي وأصلح ثيابي، فسمعت هدة شديدة، فالتفت فلم أره، فقلت: معاشر الناس أين الصبي؟ فقالوا: أي صبي؟ قالت قلت:

محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الذي نضر الله به وجهي، وأغنى عيلتي، وأشبع جوعتي، ربيته حتى أدركت فيه سروري وأملي، فأتيت به لأرده، وأخرج من أمانتي فاختلس من يدي قبل أن تمس قدمه الأرض، واللات والعزى لئن لم أره لأرمين نفسي من شاهق الجبل، ولأتقطعن إربا إربا.

Page 381