Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Publisher
دار القمة
Edition Number
-
Publisher Location
الإسكندرية
Genres
من الكتاب والحكمة المقتضى القيام بحق الله) «١» .
٣- حث الله ﷿ أنبياءه على اتباع النبي ﷺ ونصرته بإثبات أن الذي سيأتي به موافق لما في أيديهم من كتاب ربهم. قال تعالى: ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ [آل عمران: ٨١] وقوله تعالى: مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ هي صفة كاشفة وليست صفة مقيدة يمكن أن تتخلف.
٤- ورد التوجيه الرباني بوجوب الاتباع والنصرة، بلام التوكيد، في قوله تعالى:
لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ [آل عمران: ٨١] .
٥- طلب الله ﷿ إقرارهم على كل ما جاء بالميثاق، قال تعالى: قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا [آل عمران: ٨١]، قال صاحب التفسير الميسر: (فهل أقررتم واعترفتم بذلك وأخذتم على ذلك عهدي الموثق؟ قالوا: أقررنا بذلك) .
٦- لتعظيم الميثاق في قلوب الأنبياء- عليهم جميعا الصلاة والسلام- بل وفي قلوب أتباعهم، أشهد الله ﷾ بعضهم على بعض بما جاء فيه وبإقرارهم على الوفاء به، قال تعالى: فَاشْهَدُوا. قال صاحب تفسير الميسر: (قال: فليشهد بعضكم على بعض واشهدوا على أممكم بذلك) .
٧- من أعظم أوجه تعظيم هذا الميثاق، أن الله ﵎ شهد عليه، فهي شهادة الحق على من أرسلهم ﷿ بالحق، وفي هذا أبلغ التخويف من نقض هذا العهد، وكذا أبلغ الترغيب في الوفاء به.
الفائدة الثالثة:
دعوة الأنبياء كلها واحدة من لدن آدم إلى نبينا محمد ﷺ وإن اختلفت شرائعهم وسننهم، قال تعالى: ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ [آل عمران: ٨١] .
الفائدة الرابعة:
إذا كان على جميع الأمم نصرة نبينا ﷺ، فمن باب أولى تكون نصرتنا له ﷺ أولى وأوجب، والحساب على عدم نصرته أشد وأبقى.
(١) انظر تفسير السعدي (١/ ١٣٦) .
1 / 84