Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Publisher
دار القمة
Edition Number
-
Publisher Location
الإسكندرية
Genres
أبي بكر ﵁، وقد ذكر الإمام ابن حجر، ﵀، في فتح الباري أن باب علي ﵁ قد استثني أيضا، في غير هذا المقام؛ لأن باب بيته كان إلى جهة المسجد ولم يكن لبيته باب غيره. انتهى كلامه «١»، ومن ثمّ ترى أن هنا فرقا بين باب أبي بكر وباب علي ﵄.
الفائدة الثانية:
في مناقب الصديق ﵁:
١- فقهه: حيث علم مراد النبي ﷺ بالعبد الذي خيره الله بين زهرة الدنيا وما عنده، ولولا أن أبا بكر ﵁ يعلم أن الأنبياء يخيرون قبل قبضهم ما بكى، أو أنه كان يعلم مراد النبي ﷺ من الأمثلة التي كان يضربها للناس، قال الراوي: (وكان أبو بكر هو أعلمنا به)، وهو إقرار من الصحابة بفضل أبي بكر وعلمه ﵃ جميعا.
أضف إلى ذلك توقيرهم له من قولهم: (وقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ) يعنون أبا بكر.
٢- حبه للنبي ﷺ ومفاداته بالآباء والأمهات ويوضح ذلك:
أ- بكاؤه لما علم بقرب أجل النبي ﷺ وأظن أن البكاء قد غلبه من شدة الحزن، وإلا لما بكى أمام الناس، فهم كانوا أحرص الناس على ملازمة الإخلاص ومجانبة الرياء.
ب- قوله: (فديناك بابائنا وأمهاتنا) وهذا يدل على فرط حبه للنبي ﷺ فكان يود لو سلم الرسول، ﷺ من كل أذّى، مقابل تعرض الآباء والأمهات لمثل هذا الأذى، وكان هذا أهون عليه.
ويتفرع عليه ما كان عليه الصديق ﵁ من إجلال وإكبار لقدر الآباء والأمهات، حيث أراد أن يفتدي الرسول ﷺ بهما، ولو كان يرى شيئا أعظم قدرا منهما لذكره في هذا المقام.
٣- مكانته: يتضح مما سبق أن أبا بكر ﵁ هو خير الأصحاب بلا منازع، ولا يجادل في ذلك إلا مكابر، خاصة إذا أضيف إلى هذا الحديث، أنه هو الذي صحب النبي ﷺ في الهجرة المباركة، وأن الرسول، ﷺ، هو الذي طلب الزواج من ابنته ﵂، وأن النبي ﷺ أمره أن يصلي بالناس عند ما حضرته الوفاة، وهو أدل دليل على أنه الأولى بالخلافة وكان يسأل من أحبّ الناس إليك، فيقول: أبو بكر. ويضاف إلى
(١) انظر فتح الباري (٧/ ١٥) .
1 / 69