223

Shama'il al-Rasul

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Publisher

دار القمة

Edition Number

-

Publisher Location

الإسكندرية

Genres

الفائدة الثانية: إرادة الله- ﷾ التخفيف الشرعي على هذه الأمة، وتظهر رحمة الله جلية إذا تعلق التخفيف بفريضة كالصلاة الملازمة للعبد في نهاره وليله، في صحته ومرضه، وفي حله وسفره، في كل أيامه وأحواله، ولو وكل أمر التشريع إلى عقولنا القاصرة، لكنا ضيقنا حدود التخفيف الشرعي كلما عظم أمر الفريضة، ولكن الله الأرحم بنا من أنفسنا وسع حدود التخفيف الشرعي جدّا في أهم وأعظم فرائض الإسلام وهي الصلاة، تخفيف في هيئتها للمريض وتخفيف في عدد ركعاتها، واختصار أوقاتها للمريض والمسافر، وتخفيف في شرط الطهارة لمن فقد الماء أو أضر بجسده، كما وسع في مكان أدائها لكل مسلم ومسلمة. الفائدة الثالثة: الأصل في الأرض الطهارة إلا ما ثبت نجاسته، بدليل قوله ﷺ: «وجعلت لي الأرض طهورا» . الفائدة الرابعة: فيه سعة المكان الذي سيشهد للمسلم بعبادة ربه- ﵎ حيث أبيح له أن يصلي في كل بقعة من الأرض، ولو حصر الشرع الصلاة في أماكن محدودة لشهدت له هذه الأماكن فقط. وفيه أيضا سعة علم الله- ﷿ وإحاطته بالأرض كلها، إذ لن يصلي عبد في أي مكان من الأرض إلا وقد أحاط به علم الله تبارك تعالى. الفائدة الخامسة: فيه حث من الشارع الحكيم لكل مسلم على كثرة الصلاة ولو كان في سفره حيث إنه لن يفقد طهوره ولا مسجده. ١٠- أحلت له الغنائم: قال تعالى: فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الأنفال: ٦٩] . عن جابر بن عبد الله ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: «أحلّت لي الغنائم» «١» . لم يأذن الله- ﷾ لنبي من أنبيائه أن يأكل من المغانم إلا للنبي ﷺ، قال الإمام ابن حجر ﵀ نقلا عن الخطابي قوله: (كان من تقدّم على ضربين: فمنهم من لم يؤذن له في الجهاد فلم يكن لهم غنائم، ومنهم من أذن له فيه لكن إذا غنموا شيئا لم يحل لهم أن يأكلوه وجاءت نار فأحرقته) «٢» . انتهى.

(١) البخاري، كتاب: فرض الخمس، باب: قول النبي ﷺ: أحلت لي الغنائم، برقم (٣١٢٢) . (٢) انظر «فتح الباري»، (١/ ٤٣٨) .

1 / 229