Shajarat tanmū fī Brooklyn
شجرة تنمو في بروكلين
Genres
قالت كاتي ذلك في فطنة غريزية بدلا من أن تقول: سوف تشاركينني في حجرتي.
وقالت فرانسي بينها وبين نفسها، وقد اجتاحتها موجة من الغيرة: كنت أود أن تكون لي حجرتي الخاصة، ولكن لا بأس، فقد أخذها نيلي، وليس لدينا سوى حجرتين للنوم فحسب، وهو لا يمكنه النوم مع أمي.
وقالت كاتي وقد أدركت ما يدور برأس فرانسي: إن فرانسي تستطيع أن تأخذ الحجرة الأمامية حين يعود الجو إلى الدفء، ولسوف نضع سريرها هناك، ونبسط عليه غطاء جميلا بالنهار، فتبدو الحجرة كأنها حجرة خاصة للجلوس، أيروقك ذلك يا فرانسي؟ - أجل يا أماه!
وقالت الأم بعد لحظة: لقد نسينا القراءة في الليالي القليلة الأخيرة، ولكنا سنبدأ الآن مرة أخرى.
وقالت فرانسي بينها وبين نفسها، وقد دهشت بعض الشيء، وهي تأخذ الإنجيل من فوق رف الموقد: وهكذا ستعود الأمور سيرتها الأولى.
وقالت الأم: أما وقد فقدنا عيد الميلاد هذا العام، فلنسقط الجزء الذي كان من المفروض أن نقرأه ونبدأ من ولادة المسيح، وسوف نتناوب القراءة، ابدئي أنت يا فرانسي.
وقرأت فرانسي: وبينما كانا هناك تمت أيامها لتلد فولدت ابنها البكر وقمطته، وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل.
وتنهدت كاتي في حرقة وأمسكت فرانسي عن القراءة، ورفعت بصرها متسائلة، وقالت الأم: ليس في الأمر شيء! استمري في القراءة.
ثم قالت بينها وبين نفسها: لا، إن في الأمر شيئا، لقد حان الوقت الذي ينبغي أن أشعر فيه بحركة الطفل، وتحرك الجنين في رفق مرة أخرى في أحشائها، وساءلت نفسها: أتراه توقف عن شرب الخمر أخيرا لأنه علم بقدوم ذلك الطفل؟ لقد همست له بأنهما سوف ينجبان طفلا آخر، هل حاول أن يغير سلوكه حين علم؟ أتراه، إذ علم، مات وهو يسعى إلى إصلاح حاله؟ جوني ... جوني ... وتنهدت مرة أخرى.
وقرءوا كل بدوره عن ميلاد المسيح، وفكروا في موت جوني أثناء القراءة، لكن كلا منهم احتفظ بأفكاره لنفسه.
Unknown page