Shajarat tanmū fī Brooklyn
شجرة تنمو في بروكلين
Genres
وكانت الحصالة المصنوعة من القصدير قائمة في وسط المائدة، تحمل من العمر أربعة عشر عاما وقد تقوضت أشرطتها، وسألت فرانسي: أتريدين أن أثبتها بالمسامير ثانية يا أمي.
وقالت الأم ببطء: لا، إننا لا نحتاج إليها بعد، أترين؟ ... إننا نمتلك قطعة من الأرض الآن.
ووضعت العقد المطوي فوق الحصالة الغليظة التي تشبه النجم.
وبقي نيلي وفرانسي في المطبخ طوال الوقت الذي وضع فيه التابوت في الحجرة الأمامية، بل إنهما ناما في المطبخ، ولم يرغبا في رؤية أبيهما في التابوت، وأدركت كاتي ذلك فلم تصر على أن يذهبا وينظرا إلى أبيهما.
وامتلأ البيت بالزهور، فقد أرسل اتحاد الندل الذي طرد جوني منذ أقل من أسبوع، باقة كبيرة من زهور القرنفل البيضاء، يحيط بقطرها شريط أرجواني كتبت عليه كلمة «أخونا» بالمداد المذهب، وأرسل رجال الشرطة في الحي صليبا من الورد الأحمر ذكرى للقبض على القاتل، وأرسل الشاويش ماكشين باقة من زهور السوسن، وأرسلت أم جوني وأسرة روملي وبعض الجيران الزهور، وتوالت باقات الورد والزهر من عشرات من أصدقاء جوني، الذين لم تكن كاتي قد سمعت بهم قط، وأرسل ماكجريتي صاحب الحانة إكليلا من أوراق الغار الصناعية.
وقالت إيفي في سخط حين قرأت البطاقة: سوف ألقي بها في سلة المهملات.
وقالت كاتي في رقة: لا، أنا لا أستطيع أن ألوم ماكجريتي، كان يجب على جوني ألا يذهب إلى هناك. (وكان جوني مدينا لماكجريتي بأكثر من ثمانية وثلاثين دولارا حين أدركته المنية، ولكن صاحب المشرب لم يذكر لكاتي لسبب ما شيئا عن الدين وألغاه في صمت.)
وأضحى جو الشقة ثقيلا من الرائحة المختلطة التي تنبعث من الورد وزهر السوسن والقرنفل، وظلت فرانسي طول حياتها بعد ذلك تكره هذه الزهور، ولكن كاتي سرت، إذ تجلى لها أن زوجها موضع تقدير كل هؤلاء القوم.
ووافت كاتي الطفلين في المطبخ قبل أن يغلق غطاء التابوت على جوني بلحظات قلائل، ووضعت يديها على كتف فرانسي، وقالت بصوت خفيض: لقد سمعت بعض الجيران يتهامسون ويقولون إنكما لن تنظرا إلى أبيكما؛ لأنه لم يكن بالنسبة لكما أبا صالحا!
وقالت فرانسي في شدة: لقد كان أبا صالحا.
Unknown page