Shahirat Nisa Fi Calam Islami
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
Genres
سعادة العالم البحاثة الأستاذ أحمد زكي باشا.
إن كنت ألمعت بهذه الكلمات إلى هؤلاء الغر الميامين ونوهت بذكرى ذلك السلطان الجليل، أعني به السلطان الغوري - سقى الله عهده - فما ذلك إلا لأني أتخيل في حدود الأفق منظرا خصيبا بما فيه الخيرات والبركات كمثل ذلك السائح الذي أعياه السفر في قفر ليس له نهاية، حتى إذا خارت قواه وخانه الجلد وأخذ يستسلم للقدر الغاشم ويستعد للموت الزؤام، إذا به قد لمح على مد البصر روضة غناء، بل واحة فيحاء يكتنفها البخار ويعلوها الغمام فيسري في نفسه الأمل، تتجدد قواه، يعاوده شيء من الحياة، حينئذ تراه يضاعف المجهود كأنما نشط من عقال؛ فيهرع مهطعا ويهرول مسرعا وقد شدت أهدابه بالأجفان إلى ذلك المطمح الغالي، إلى الحياة! وإذا به وهو حافة الينبوع الصافي الزلال تظله الأشجار وتتساقط عليه الأثمار.
فأين نحن اليوم؟ - على مقربة من المرحلة التي سيعاودنا فيها ما كان لنا من الحرية والاستقلال.
هاكم أربعة قرون ونصف قرن بمثابة البرزخ بين الغوري الأخير وبين جلالة الملك فؤاد الأول، أربعة قرون ونصف قرن كانت بمثابة الهوة التي فحرتها يد الجد العاثر بين آخر سلطان لمصر المستقلة وبين السلطان الأول لعهد الاستقلال الذي ترنو إليه مصر وترجو أن تستعيده صحيحا صريحا وحقيقيا تاما.
إن مولانا جلالة الملك فؤاد الأول في سجل الاستقلال الجديد قد توافرت لديه الوسائل التي توطد دعائم المركز السياسي الجديد، تلك الوسائل هي الرجال النابغون من أمته المتفانون في الإخلاص لوطنهم، ولا ريب أن الذي بوأه الله مقعد ابن طولون وصلاح الدين والغوري ومحمد علي لم يهمل العنصر المستنير الفكر؛ لأن الدول الجديدة إنما تقوم بالرجال الأفذاذ، وسيرى بجانب أمته عناصر عالية في نفس بيته الكريم فيستفيد منها أجل الفوائد في العمل الذي نحن مقدمون على مواجهته.
فسلاما سلاما على هذا العهد الجديد الذي نرى فيه أمراء البيت الملكي واقفين بجانب أبناء الأمة وواضعين يدهم في أيديهم «ويد الله من فوقهم»؛ ليضمنوا الفوز الكامل للمطمح الذي ترمقه مصر الخالدة، وليوطدوا بهذا التعاون الخصيب قواعد الاستقلال العلمي والفكري في وقت واحد مع الاستقلال الاقتصادي والسياسي لتعود مصر إلى سيرتها الأولى على عهد الفراعنة والفاطميين والأيوبيين والمماليك الأمجاد. والسلام عليكم ورحمة الله.
السيدة خديجة
الفصل الأول
مسكين أنت أيها الشرق، إنك لمظلم الجوانب، قاتم النواحي في كل شأن من شئونك، تمر عليك الأعوام والأحقاب فتزداد حاجتك إلى النور.
أيليق بأهل التوحيد، بالقوم الذين يشع نور الإسلام من جوانب قلوبهم أن يطفئوا مصابيح العلم في ديارهم، أيحسن بهم أن يدعوا دورهم وربوعهم في ظلام دامس وأن يفرطوا فيما كان لهم من شرف الحال وجلال القدر؟
Unknown page