وقال مصطفى: هي في حجرة الولادة، وكل شيء طبيعي.
وهم بالذهاب إلى الحجرة؛ فقالت عليات بحذر: كنت بالداخل، وها أنا ذاهبة إليها. - ألا أدخل أيضا؟
فقال مصطفى: يحسن تجنب الانفعالات الطارئة.
ولم يطل بهم الانتظار، فقد رجعت عليات متهللة الوجه وهي تقول لعمر: مبارك عليك ولي العهد، وزينب في طريقها محمولة إلى حجرتها.
نظر إلى بثينة بشوق، ثم جلس إلى جانبها واضعا راحته فوق يدها دون كلام، فتركتها بعض الوقت حياء، ثم سحبتها برقة. وقال مصطفى وهو يتابع الحركات الخفية: من حسن الحظ أن المستشفيات من الأماكن التي تنسى فيها الخصومات.
فسأله وما زال يشعر بخيبة أمل لانسحاب اليد: متى جاءت إلى هنا؟ - حوالي منتصف الليل.
والمناقشة دائرة مع وردة في إعياء تنعشه الشمبانيا. - ولم تذهبي إلى المدرسة؟ - طبعا، جاءت مع مامتها. - شكرا لك يا عليات، وشكرا لك.
فقالت عليات، وهي تغادرهم إلى حجرة زينب: عفوا! ثم قال مصطفى: وقد تعبت جدا عند الفجر.
آه! الفجر في الصحراء والنشوة الخيالية الخالدة. ولكن أين؟ واستأذن مصطفى في الذهاب لينام، فلبث هو وبثينة وحدهما ينتظران، وانتبه بحساسية إلى حرج موقفه، وقال بعطف: لم تنامي يا بثينة؟
فهزت رأسها بالإيجاب، وهي تنظر إلى سجادة البهو السحابية اللون. - ألا ترغبين في محادثتي؟
Unknown page