وضمها إلى صدره بعنف يكاد ألا يحتمل، ومن دوامة أنفاس مختلطة همست: الظلام مخيف.
فأسكتها بقبلة، وقال: لا وقت للخوف.
مسها بديع، ولكن هذا لا شيء. المهم أن تلامس سر أسرار الحياة. واندفعت الكلمات المتقطعة في أنات كلغة السكوت في الليل، وغنى الانسجام أغنية تبشر بحياة أفضل، وصهرت حرارة الأنفاس قلوبا أضناها البرد. وغابت الأعين حتى عن ظلمة الليل، وتنهد فؤاد في ظفر وارتياح، وتنهد من ثقل الارتياح. يا إلهي! وتنهد في فتور وغم، ونظر إلى الظلام البهيم، وساءل نفسه: أين النشوة الحقيقية؟ وأين مارجريت؟ فإن الظلام لم يبق منها على شيء. وعاد إلى عشه متجهم الباطن. وقفت قبالته جامدة القسمات، حياها وهو يبتسم، ولبثا واقفين برهة مرهقة، وارتمى على الديوان قائلا: آسف!
فقاطعته: لا داعي لاختلاق المعاذير.
وذهبت في الحجرة وجاءت، ثم جلست على مقعد قريب، وقالت: لاحظت جيدا أنك كنت بحاجة إلى تغيير. - ليس الأمر بهذه البساطة.
فقالت بعصبية لم تفلح في مقاومتها: التحقيق مهمة لا تسر، ولا داعي لعذاب لا موجب له، إني أسألك سؤالا واضحا: هل فشلنا؟
فقال بصدق وخمول معا: لا مثيل لك، إني أومن بذلك.
وهي تنظر بعيدا: كنت مع امرأة؟
تردد قليلا، وقال: إن أردت الحقيقة؛ فإنني لم أبرأ بعد من المرض.
فقالت بحدة لأول مرة: لكنه مرض لا يجد علاجا إلا عند امرأة.
Unknown page