195

Shadharat

شذرات الذهب - ابن العماد

Investigator

محمود الأرناؤوط

Publisher

دار ابن كثير

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Publisher Location

دمشق - بيروت

وقتل يومئذ الزّبير بن العوّام القرشيّ الأسديّ، أحد العشرة، قتله ابن جرموز [١] غدرا بوادي السّباع [٢]، وقد فارق الحرب، وودّعها حين ذكّره عليّ قول النبيّ ﷺ: «لتقاتلنّه وأنت ظالم له» [٣] . ولما جاء ابن جرموز إلى عليّ ليبشره بذلك بشّره بالنار. وروى ابن عبد البرّ عن عليّ كرّم الله وجهه أنه قال: إني لأرجو أن أكون أنا، وعثمان، وطلحة، والزّبير، من أهل هذه الآية وَنَزَعْنا ما في صُدُورِهِمْ من غِلٍّ ٧: ٤٣ [الأعراف: ٤٣]، ولا ينكر ذلك إلا جاهل بفضلهم، وسابقتهم عند الله، وقد روي عن النبيّ ﷺ أنه قال: «يكون لأصحابي من بعدي هنات يغفرها الله بسابقتهم معي، يعمل بها قوم من بعدهم يكبّهم الله في النار على وجوههم» [٤] . وكان الزّبير بن العوام ﵁ شجاعا، مقداما، مقطوعا له

[١] هو عمرو بن جرموز. رجل من بني تميم ويقال له: عمير أيضا، ويقال غير ذلك. انظر «تاريخ الطبري» (٤/ ٥١٠)، و«الكامل» لابن الأثير (٣/ ٢٤٤)، و«الإصابة» لابن حجر (٤/ ٩) . [٢] قال ياقوت: وادي السباع الذي قتل فيه الزّبير بن العوام ﵁: بين البصرة ومكة، بينه وبين البصرة خمسة أميال، كذا ذكره أبو عبيدة. «معجم البلدان» (٥/ ٣٤٣) . وقال الحميري: وادي السباع بالبصرة على طريق المدينة. وانظر تتمة كلامه ص (٦٠٣ و٦٠٤) . [٣] ذكره أبو عمر بن عبد البر في «الاستيعاب» (٣/ ٣١٦) على هامش «الإصابة» . وانظر «الرياض النضرة» في مناقب العشرة للمحب الطبري (٤/ ٦٠ و٦١) . [٤] لم أره بهذا اللفظ فيما بين يديّ من المصادر، والذي عند مسلم رقم (١٨٥٢)، وأبو داود رقم (٤٧٦٢)، وأحمد في «المسند» (٤/ ٣٤١) من حديث عرفجة قال: قال رسول الله ﷺ: «إنه ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة، وهي جميع، فاضربوه بالسيف، كائنا من كان»، وانظر «مختصر شعب الإيمان» للقزويني ص (١٠٣- ١٠٤) بتحقيقي، طبع دار ابن كثير.

1 / 207