183

وكان صاحب سماع ثم رجع فى آخر عمره فقيل له فى ذلك فقال انى اسمع الآن من ربي عز وجل فأستعرض مما سمعت من غيره، قال الفقيه اى اغوص فى بحار اسرار القرآن فاسمع ما فيه من صفات العظمة والكبرياء وجلوته علينا بصفات الجلال والجمال، وبنى رباطا بباب الخداش يرشد «10» المريدين ويطعم الصادرين والواردين، وبدا به فى آخر عمره نوع فالج «1» فما اثر فيه بتغير حال بل زاد شوقه وبكاؤه وقاسى فى الله ما قاسى، روى فى السيرة ان بعض المريدين لما رأى الشيخ مبتلى بذاك رحل الى مصر فاستدعى من خزائن سلاطينها قدرا من دهن البلسان الخالص (ورق 112 ب) ليداوى الشيخ به فلما اتاه قال الشيخ جزاك الله عن نيتك اخرج الى باب الخانقاه فهناك كلب اجرب وقد اضطجع فامسح عليه بهذا الدهن واعلم ان داء روزبهان لا يبرأ بشى ء من ادهان الدنيا وانها «2» قيد من قيود العشق جعله الله على رجل روزبهان حتى يلقاه، وحكايات احواله ومعاملاته وكراماته كثيرة، توفى في منتصف محرم سنة «3» ست وستمائة «4» وصلى عليه السيد القاضى شرف الدين «5» ولقنه الشيخ ابو الحسن كردويه «6» ودفن بجنب رباطه القديم ثم ضم اليه الجديد رحمة الله عليهم «7».

Page 247