العالم الزاهد سافر البلاد «2» وعمر ورحل الى الشيخ الكبير ابى عبد الله محمد بن خفيف «3» مع ابيه وصاحباه فى طريق الحجاز ثم فارقاه فى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لضعفهما، وكان يتكلم على الناس يوم الجمعة (ورق 102) فى جامع شيراز وكذا غيرها من الأيام فى زاويته وروى كتاب السنن لابى مسلم الكشى «4» وله كرامات ظاهرة وآيات باهرة، وجرى بينه وبين الشيخ الكبير معنى وهو ما روى ان الشيخ الكبير عزم على سفر فأتاه ليودعه فأحضر ابو زرعة لحما مطبوخا قد تغير فعافه الشيخ الكبير ولم يأكل فلما خرج الى البر غلطوا فى طريقهم فجاعوا اربعة ايام لا يجدون طعاما فقال لأصحابه اطلبوا ما نتصيده فرأوا كلبا فاحتالوا فى صيده فذبحوه على مذهب الأمام مالك «1» واقتسموه فيما بينهم وجعلوا رأسه نصيب الشيخ فأكل كلهم «2» وبقى الشيخ متفكرا فى اكله حتى مضى الليل فلما كان السحر تكلم رأس الكلب بأذن الله فقال هذا جزاء من لم يأكل اللحم المتغير من سفرة ابى زرعة فقام الشيخ وايقظ اصحابه وقال تعالوا بنا نمضى «3» الى ابى زرعة فنستحل منه فرجع الى شيراز واستعذر اليه ثم خرج «4»، وقيل انه خرج فى آخر عمره على الصوفية ووقع فيهم ولعله كان وقع فى بعضهم والله اعلم «5» (ورق 102 ب)، توفى فى سنة خمس عشرة واربعمائة «6» ودفن فى رباطه المبنية «7» حذاء «8» منذر بن قيس رحمة الله عليهم «1».

160 - الشيخ جعفر الحذاء «2»

Page 225